قالت وسائل إعلام روسية الأحد 26 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن موسكو تلقت اقتراحاً من حلف شمال الأطلسي لبدء محادثات حول مخاوف موسكو الأمنية، وذلك في 12 من يناير/كانون الثاني 2022.
خبر هذا الاقتراح نقلته وكالة تاس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية الأحد، كما أشارت إلى أن موسكو تدرسه.
وكشفت روسيا، التي أثارت قلق الغرب من خلال تعزيزها للقوات بالقرب من أوكرانيا، الأسبوع الماضي عن قائمة مقترحات أمنية تريد التفاوض بشأنها، منها تعهد حلف شمال الأطلسي بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا.
حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن روسيا تريد تجنب نشوب صراع، لكنها في حاجة إلى رد "عاجل" من الولايات المتحدة وحلفائها على مطالب الضمانات الأمنية التي تقدمت بها.
فيما قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بعض الاقتراحات الأمنية الروسية غير مقبولة بوضوح، لكن واشنطن سترد بأفكار ملموسة أكثر على الصيغة التي ستدور بها أي محادثات.
وفي مقابلة مع قناة سي.بي.إس التلفزيونية، قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي إن واشنطن تجري أحاديث مباشرة مع موسكو حول القضية، وشددت على التزام الولايات المتحدة بوحدة تراب أوكرانيا.
وقالت: "نحن واضحون للغاية فيما يتعلق بأننا مستعدون لفرض عقوبات لم تروِها من قبل". لكن نائبة الرئيس رفضت الخوض في تفاصيل العقوبات.
وتتضمن طلبات الكرملين أن يكون لروسيا حق اعتراض فعال على عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي في المستقبل، وهو ما رفضه الغرب بالفعل. وتعني مقترحات أخرى سحب الأسلحة النووية الأمريكية من أوروبا وسحب قوات حلف شمال الأطلسي متعددة الجنسيات من بولندا والجمهوريات السوفييتية السابقة لاتفيا وإستونيا وليتوانيا.
انسحاب روسي
كانت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء قد نقلت السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن الجيش الروسي قوله، إن "أكثر من عشرة آلاف جندي روسي عادوا إلى قواعدهم الدائمة"، بعد تدريبات استمرت شهراً بالقرب من حدود أوكرانيا.
الوكالة أشارت إلى أن التدريبات أُجريت في عدة مناطق بالقرب من أوكرانيا، منها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، وكذلك في منطقتي روستوف وكوبان بجنوب روسيا.
بحسب رواية الجيش الروسي فإن "مرحلة التنسيق القتالي بين الفرق والأطقم القتالية والكتائب والوحدات الآلية اكتملت"، مضيفاً: "سيعود أكثر من 10 آلاف جندي إلى انتشارهم الدائم من منطقة التدريبات العسكرية المشتركة".
بالموازاة مع ذلك، اعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد تدمير أوكرانيا" و"إحياء الاتحاد السوفييتي"، مؤكداً أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل.
دانيلوف أضاف: "بالنسبة إلينا التهديد موجود كل يوم، بغض النظر عن عدد القوات التي تنشرها موسكو"، واعتبر أن بوتين لن يحقق غاياته لأنه "في حال وقوع هجوم روسي فإن المجتمع بأسره عسكريين ومدنيين سيقاوم.. سنحمي بلادنا، نقطة على السطر".
نبّه دانيلوف في تصريحاته من أي ترتيب مع الكرملين مع اقتراب موعد المفاوضات، في يناير/كانون الثاني 2022، بين موسكو وواشنطن، بشأن المطالب الأمنية لروسيا، التي تشترط خصوصاً عدم التفكير في ضمّ كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
في هذا الصدد، شدد دانيلوف على أنه لن يقبل الأوكرانيون أبداً باتفاقات تُبرم "من خلف ظهورهم". وأكد أن "ما يسمى القادة الكبار لا يمكنهم أن يجعلونا نخضع ويتخذوا القرار نيابة عنا".
يُذكر أن أوكرانيا وروسيا تخوضان نزاعاً منذ ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، وأعقبت ذلك حرب في شرق أوكرانيا مع انفصاليين موالين لروسيا، وتعد موسكو أكبر داعم عسكري وسياسي للمتمردين رغم إنكارها ذلك.
خلّف هذا الصراع الذي تعثرت تسويته السياسية أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 1.5 مليون نازح في أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة، وتقع على أبواب الاتحاد الأوروبي.