طالب راهب هندي جميع الهنود من معتنقي الهندوسية بحمل السلاح وقتل جميع المسلمين، في تحريض جديد عليهم ضمن سلسلة الاضطهادات والاعتداءات التي يتعرضون لها، بداية من التضييق على ممارسة الشعائر الدينية وتدنيس المساجد إلى الاعتداءات الجسدية والتهديد بالقتل.
في كلمة ألقاها خلال مهرجان ديني للهندوس بمنطقة "هاريدوار" بولاية "أوتاراخند "(شمال)، ارتفعت مجموعة دعوات تحض على الإبادة الجماعية للمسلمين وممارسة العنف ضدهم.
وفي مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر راهب هندي وهو يعتلي المنصة، وينادي بـ"الاستعداد لحمل السلاح وإبادة جميع المسلمين".
قال المتحدث ذاته: "ليس لدينا خيار، السلطة والمواطنون والسياسيون يجب أن يُخرجوا الأسلحة ويبدأوا في قتل المسلمين، مثل ميانمار".
كما أضاف: "يجب أن تستعدوا لأن تَقتلوا أو أن تَقتلوا".
غضب من مسلمي الهند
فقد طالب ممثلون عن المجتمع المدني وسياسيون هنود بمحاسبة مُحرضين على العنف ضد المسلمين خلال التجمع الديني الهندوسي الذي نُظم شمالي البلاد.
بدوره، طالب مولانا محمود مدني، رئيس جمعية علماء الهند، أكبر منظمة إسلامية في البلاد، باتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمي التجمع والمتحدثين فيه.
جاء ذلك خلال رسالة وجهها، الخميس، إلى وزارة الداخلية واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية للأقليات ورئيس وزراء ولاية "أوتاراخند".
يقول مدني: "لقد شكّل (المحرضون) تهديداً للسلام والوئام المجتمعي في البلاد، لذلك أطالب باتخاذ إجراءات قوية ضد المنظمين والمتحدثين".
كما اتهم الحكومة بغض الطرف عن استمرار خطابات الكراهية ضد الجالية المسلمة التي توجّه إليهم بشكل منتظم.
مضطهدون حتى في صلاتهم!
إذ يواصل مسؤولو كبرى الولايات الهندية تهديداتهم للمسلمين واضطهادهم حتى في ممارسة شعائرهم الدينية، وذلك بالتوازي مع حملات يقودها هندوس تدعو إلى "إبادة المسلمين" في الهند، فقد هدد رئيس وزراء ولاية "هاريانا" المسلمين المقيمين بها بـ"العقاب الشديد" في حال صلوا خارج بيوتهم أو المساجد، وذلك في الوقت الذي يجدون فيه صعوبة كبيرة في العثور على دور العبادة.
حسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، فإنه في مدينة هندي كجورجان التابعة للعاصمة نيودلهي، يعيش أكثر من نصف مليون مسلم، لكنها لا تتوفر إلا على 15 مسجداً فقط، ما يفرض على العديد منهم الصلاة في الشارع، وهو الأمر الذي أصبح يُعرضهم لخطر كبير، بسبب الهندوس المتطرفين والمسؤولين أيضاً.
ونقلت الوكالة الفرنسية تصريحاً لرئيس الوزراء بالولاية، هدد فيه المسلمين بالاعتداء عليهم إن أقاموا الصلاة في الأماكن العامة، إذ أكد أنه "لن يتم التسامح" مع أداء الصلوات خارج المساجد "بعد الآن" في جورجاون.
إلى جانب هذا القرار، فإنه حتى بيوت الله في الهند لم تسلم من اعتداءات، حيث قامت الجماعات الهندوسية برشّ دور العبادة بروث البقر ووصفت المصلين بـ"الباكستانيين" أو "الإرهابيين"؛ مما دفع السلطات المحلية إلى تقليص عدد الأماكن التي يُسمح فيها بأداء الصلاة خارج دور العبادة.
كذلك، أصدرت ولايات عدةٌ قوانين تجرّم اعتناق المسيحية أو الإسلام، وضمن ذلك عبر الزواج، أو ما يسميه الهندوس المتعصبون "جهاد الحب".
بينما يدّعي ناشطون هندوس في جورجاون، أن هذه الأماكن العامة التي يتجمع فيها المسلمون تشكل خطراً "أمنياً"، وتسبب مشاكل مرورية وتمنع الأطفال من لعب الكريكيت.