أعلنت تنسيقيات "لجان المقاومة" السودانية، الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن المواكب التي ستخرج اليوم السبت "ستُحاصر" القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني.
جاء ذلك بحسب بيان صحفي لتنسيقيات "لجان مقاومة أم درمان الكبرى"، وجاء فيه أن "جميع مواكب أم درمان (في الضفة الغربية لنهر النيل) ستتوجه في مليونية (مظاهرة) 25 ديسمبر /كانون الأول الجاري (السبت)، لمحاصرة القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم".
وفق البيان "حددت 4 مسارات للموكب (المسيرة)، تشمل نقاط حشد وسط العاصمة في موقف مواصلات جاكسون، ومسجد فاروق، وصينية القندول، ومول الواحة (مركز تجاري)".
كذلك أشار البيان إلى أن الموكب "سينطلق نحو القصر الرئاسي بالخرطوم عند الساعة الواحدة ظهر السبت بتوقيت السودان"، ودعا إلى "المحافظة على سلمية الموكب والتعاون مع لجان التأمين لحسم التفلتات وعدم الاحتكاك مع القوات النظامية".
"لجان المقاومة" كانت قد تشكلت خلال الثورة على نظام عمر البشير، وهي مجموعات شعبية ساهمت في تنظيم الحراك الاحتجاجي؛ ما أجبر قيادة الجيش على عزل البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.
من جانبها، أعلنت السلطات السودانية، أمس الجمعة، عزمها إغلاق جسور الخرطوم عشية تظاهرات السبت المرتقبة، الرافضة للاتفاق بين رئيسي مجلسي السيادة عبد الفتاح البرهان، والوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بالحكم المدني.
كان "تجمع المهنيين السودانيين" (قائد الحراك الاحتجاجي)، قد دعا الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى المشاركة في مظاهرات اليوم السبت، للمطالبة بـ"تأسيس سلطة مدنية كاملة".
بدورها، أوصت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم، رعاياها بتجنب السفر والتواجد بمناطق الاحتجاجات، المتوقع تنظيمها بعدة ولايات سودانية.
يُذكر أنه منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات رداً على اتخاذ إجراءات استثنائية، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، وهو ما اعتبرته قوى سياسية ومدنية "انقلاباً عسكرياً" مقابل نفي من الجيش.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقّع البرهان وحمدوك اتفاقاً سياسياً يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهَّد الطرفان بالعمل معاً لاستكمال المسار الديمقراطي.
رحبت دول ومنظمات إقليمية ودولية، بينها الأمم المتحدة، بهذا الاتفاق، بينما رفضته قوى سياسية ومدنية سودانية، معتبرة إياه "محاولة لشرعنة الانقلاب".
كانت الاحتجاجات قد قوبلت بعنف من قبل قوات سودانية، وبحسب آخر إحصائية من لجنة "أطباء السودان" فإن عدد ضحايا الاحتجاجات بالبلاد، منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2021، وصل إلى 48 قتيلاً.