قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن إيريك زيمور، المناهض للإسلام، ناشد رؤساء البلديات وغيرهم من المسؤولين المُنتخَبين رعاية ترشُّحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية، لأنه يخشى ألا يجمع توقيعات كافية للتأهل لخوض انتخابات أبريل/نيسان 2022.
زعم زمور (63 عاماً) أنَّ النظام الانتخابي المُصمَّم في عام 1962 للقضاء على المتنافسين غير الجادين، محمَّل بقواعد تصب في صالح الأحزاب الكبيرة التي يمكنها بسهولةٍ تقديم عدد التوقيعات الـ500 المطلوبة من رؤساء البلديات والنواب وأعضاء المجالس الإقليمية والدوائر. وقد تلقى وعوداً بالتوقيعات من نحو 250-300 من أصل 42000 شخص منتخب مفوض للتصديق على المرشحين.
زيمور يواجه أزمة في الترشح للانتخابات
قال زمور في مقطع فيديو: "من المحتمل ألا أحصل على رعايات، لأنَّ النظام مصمم لحماية الأحزاب الكبيرة. الأمل الأخير لخصومي هو ألا أحصل على رُعاة". ويجب على المرشحين الحصول على التوقيعات اللازمة بحلول شهر مارس/آذار 2022.
تراجع زمور، الذي انطلقت حملته الانتخابية في سبتمبر/أيلول 2021 وحلَّ سريعاً بالمركز الثاني بعد الرئيس ماكرون في بعض الاستطلاعات، إلى المركز الرابع، وفقاً لاستطلاع أجرته قناة BFMTV. وحصل على 13% من نوايا التصويت، خلف ماكرون بنسبة 26%، وفاليري بيكريس من حزب الجمهوريين المحافظ بنسبة 17%، ومارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف، بنسبة 16%.
أنشأ زمور آلة سياسية تسمى Reconquest -أو الغزو المضاد- استقطبت آلاف المؤيدين الذين احتشدوا معه قبل إعلان ترشحه رسمياً قبل ثلاثة أسابيع.
معوقات أمام الأحزاب الصغيرة
لطالما واجه المرشحون من الأحزاب الصغيرة صعوبة في رفع التوقيعات اللازمة. فقد كافح جان ماري لوبان، الزعيم المؤسس لـ"التجمع الوطني"، الذي كان يُسمى سابقاً "الجبهة الوطنية"، في جميع حملاته الرئاسية الفاشلة لجمع التوقيعات.
يجادل زمور، مثل لوبان، بأنَّ التوقيع لا يعني دعم المرشح، بل دعم عملية الديمقراطية.
أصبحت صورة زمور بصفته المرشح الراديكالي المناهض للهجرة والإسلام، أكثر سُمّيّة بالنسبة لغالبية الفرنسيين، غير المعجبين به. وخسر دعم العديد بعد سلسلة من الحوادث والتصريحات، من ضمنها مشاجرة عنيفة في أول تجمُّع كبير له على مشارف شمال باريس، ودعمه فيليب بيتان، زعيم مدينة فيشي الذي تعاون مع المحتلين النازيين في الحرب العالمية الثانية.