فتحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي تحقيقاً في واقعةٍ شهدت إقدام إيتمار بن غفير، النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف من حركة "الصهيونية الدينية"، على سحب مسدسه والتلويح به، تهديداً لاثنين من حراس الأمن الفلسطينيين في موقف للسيارات في تل أبيب، في حادثة أثارت غضباً، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
جاء ذلك بعد انتشرت لقطات فيديو للحادثة، التي وقعت يوم الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول، ويظهر فيها بن غفير وهو يتجادل مع فلسطينيَّيْن حاملَين للجنسية الإسرائيلية، ويعملان بحراسة موقف السيارات.
وأظهرت لقطات الفيديو بن غفير وهو يسحب مسدسه ويصرخ في وجه أحد الحراس بنبرة تهديد: "سأتولى أمرك".
كان بن غفير يحضر فعالية للحاخام مائير مزوز، وهو شخصية أخرى مثيرة للجدل اتَّهم مؤخراً السوفييت واليهود الإصلاحيين بالمسؤولية عن تدمير "شعب إسرائيل".
يبدو أن الحارسين الفلسطينيين طلبا من بن غفير عدم إيقاف سيارته في منطقة محظورة، لكن جدلاً احتدم بين الطرفين في غضون دقائق، واتهم بن غفير الحارسين بتهديده بـ"كلمات حادة"، وقال إنه أشهر سلاحه عندما شعر بـ"التهديد"، واستدعى الشرطة الإسرائيلية، بحسب موقع Ynet.
بن غفير قال في بيان إن "الحادثة كان يمكن أن تنتهي بالقتل"، ومع ذلك لم تعتقل الشرطة الإسرائيلية أي شخص له صلة بالواقعة.
من جانب آخر، قالت نعمة لازيمي، وهي نائبة عن حزب العمل الإسرائيلي، إن بن غفير مكانه في السجن، وإن وجوده نائباً في الكنيست الإسرائيلي "وصمة عار على كل إسرائيل".
يُذكر أن بن غفير والحاخام مزوز هما من أكثر اليهود اليمينيين المتطرفين شهرة في إسرائيل، وقد باتا معروفين بكثرة افتعالهما لحوادث استفزازية في الأماكن العامة.
وفي سبتمبر/أيلول، شاركا في تظاهرة للاحتجاج على نية الحكومة الإسرائيلية حظر جماعة ليهافا اليمينية المتطرفة.
كما عمل بن غفير محامياً لجماعة ليهافا، وهي منظمة تُعارض تجنيس الأشخاص الذين تعتبرهم منتمين إلى عرقيات مختلفة، وتطمح إلى تأسيس مجتمع يهودي نقي، ويبلغ عدد أنصارها نحو 10 آلاف شخص في جميع أنحاء إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بن غفير هو واحد من 4 برلمانيين في الكنيست عن حركة الصهيونية الدينية. وهي حركة سياسية صاعدة حظيت بدعم لتشكيلها من بنيامين نتنياهو أثناء حملته الانتخابية الفاشلة لإعادة انتخابه، وتتمتع بشعبية خاصة بين ما يقرب من مليون مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية.
ويُنظر إلى الصهيونية الدينية على أنها فرع أيديولوجي من حركة الحاخام مائير كاهانا، عضو الكنيست السابق، الذي دعا إلى دولة يهودية نقية تُحكَم بالتوراة. وتأتي هذه الدعوات رغم أن المواطنين الفلسطينيين يشكلون 20% من سكان إسرائيل.