قال وزير الخزانة والمالية التركي، نور الدين نباتي، إنه في ظل "النموذج الاقتصادي التركي" الذي أفصح عنه الرئيس رجب طيب أردوغان، تغيرت أشياء كثيرة في البلاد بالنسبة لأسعار الصرف، في وقت تواصل فيه الليرة التركية تعافيها بعد خسائر لحقت بها.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير نباتي، مساء الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، خلال مقابلة مشتركة أجرتها معه محطتان تلفزيونيتان محليتان، حيث تطرق خلالها للتطورات التي تشهدها الساحة الاقتصادية في البلاد.
نباتي أشار إلى أن ما حدث من تغيرات بعد الإعلان عن النموذج الجديد، كان بمثابة عودة الأمور لنصابها الطبيعي، مضيفاً أن "التطورات التي حدثت في الأشهر القليلة الماضية بشأن حملات أسعار الصرف، وما رافق ذلك من تعليقات وتحليلات، كانت في مجملها مناقشة لشيء غير طبيعي".
الوزير أكد أن الأمور عادت إلى طبيعتها "بفضل مواطنينا الحقيقيين، ومؤسساتنا، والإدارة العامة، وسياستنا، وبفضلكم، نحن بصدد دخول مرحلة جديدة سيستمر فيها كل شيء ضمن إطاره الطبيعي".
كذلك بيّن نباتي أنه تم في ظل ذلك "الوصول إلى نقطة اختفت فيها فقاعات أسعار الصرف، لتظهر الأسعار الحقيقية للعملات الأجنبية"، متابعاً: "سيستقر سعر الصرف عند مكان جيد".
لفت الوزير أيضاً إلى أن تركيا "لديها تقاليد ديمقراطية، ولا يمكنها إنكار تجربة السوق الحرة وأن لديها اقتصاداً ديناميكياً وطموحاً للغاية".
أضاف نباتي: "لا يمكن إيقاف تركيا، فنحن نعمل بجد وننفق وننتج للعالم. إنها بلد ديناميكي. لدينا عالم أعمال قوي. هذا النموذج الاقتصادي يجلب في طياته التنمية الموجهة نحو التصدير والنمو الرأسي".
كما أشار إلى أن "السياسة الأساسية لذلك النموذج، تتمثل في التحفيز على التصدير، ودعم البحث والتطوير، ودعم الاستثمارات المبتكرة الصديقة للبيئة. لدينا سياسات داعمة، وسياسات توظيف، وندعم العلوم الأساسية والتعليم المهني، والسياسات الضريبية والاجتماعية".
يرى نباتي أن النموذج الاقتصادي الجديد من شأنه تحسين توقعات السوق، وتمكين القطاع الحقيقي من رؤية المستقبل بشكل أفضل، كما أوضح أن "القطاع الحقيقي قد دخل في عملية مهمة للغاية يستطيع فيها الفاعلون المنخرطون في النشاط الاقتصادي رؤية المستقبل"، مضيفاً: "خاصة العام المقبل سيكون العام الذي سنرى فيه نتائج ذلك بوضوح شديد".
أشار نباتي أيضاً إلى أنه كانت هناك نقاشات حول النموذج التركي والنموذج الصيني والنموذج الكوري الجنوبي منذ فترة طويلة، موضحاً لماذا أن النموذج التركي وكيف يختلف عن الدول الأخرى.
في هذا الصدد، ذكر أن الاقتصادات المتقدمة كانت قد حصلت على حصة تبلغ حوالي 65% من التجارة العالمية في تسعينيات القرن الماضي، ووصلت هذه النسبة إلى 50% في 2007-2008، ثم بدأت البلدان النامية في الحصول على جزء كبير من هذه الحصة.
شدد نباتي على أن تركيا احتلت الصدارة من خلال إظهار اختلافها بفضل الخطوات الكبيرة التي اتخذتها على مدار السنوات الـ 19 الماضية.
كانت وزارة الخزانة التركية قد كشفت، الثلاثاء 21 ديسمبر 2021، عن طبيعة الأداة المالية التي أعلن عنها الإثنين، الرئيس أردوغان، والتي تتيح للمودعين تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة التركية.
يُشار إلى أن الليرة التركية شهدت، مساء الإثنين 20 ديسمبر 2021، انتعاشاً كبيراً بأكثر من 33 بالمئة، بعد تصريحات الرئيس أردوغان حول الآلية الجديدة، لتصل الليرة إلى 12.2756 مقابل الدولار الأمريكي.
قبيل التصريحات بلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار 18.3674، فيما وصل سعرها حتى صباح اليوم الأربعاء 12.8.