قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن بلده أحبط ألاعيب المضاربات المالية من جانب قوى أجنبية ومحلية، وذلك بعد تعافي الليرة التركية بقوة عقب بلوغها مستويات متدنية لم تشهدها من قبل خلال معاملات متقلبة هذا الأسبوع.
أردوغان أضاف في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان أن خطة أعلن عنها يوم الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول، لحماية الودائع بالليرة التركية، نجحت في تحقيق هدفها.
كما قال الرئيس التركي مجدداً إنه لن يسمح بانسحاق الأتراك تحت وطأة أسعار الفائدة والتضخم، مضيفاً أن تركيا ستخرج من هذه المعركة الاقتصادية منتصرة.
إجراءات أوقفت انهيار الليرة التركية
فقد أعلن الرئيس أردوغان، مساء الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول، عن إجراءات من 10 نقاط يتعين اتخاذها لوقف تقلبات سعر الصرف، وهي الإجراءات التي مكّنت الليرة التركية من تحقيق مكاسب كبيرة أمام الدولار.
إذ شهدت الليرة التركية انتعاشاً كبيراً بأكثر من 33%، بعد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، لتصل إلى 12.2756 مقابل الدولار، قبيل التصريحات بلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار 18.3674.
الرئيس التركي قال إنه: "لن تكون هناك حاجة لأي من مواطنينا لتحويل ودائعهم من الليرة التركية إلى العملة الأجنبية، لأن سعر الصرف سيكون أعلى".
إذا ظل دخل ودائع الليرة أقل من سعر الصرف، فسيتم دفع الفرق. وقال أردوغان، وهو يبشر المصدّرين: "نظراً إلى تقلبات سعر الصرف، سيتم منح المصدّرين أسعار صرف آجلة".
تحدي تثبيت ارتفاع سعر الليرة
في المقابل، يرى الخبير الاقتصادي التركي أوزغور ديميرتاش، أن نجاح خطة الرئيس التركي ممكن حال تم تنفيذها على المدى القصير والمتوسط، وفي حال استمرار تلك الخطة إلى ما بعد هذه الفترة فقد يقود ذلك العملة التركية إلى معاودة الهبوط مرة أخرى.
أوضح الخبير التركي أن عملية تعويض المواطنين عن مدخراتهم بالليرة التركية، حال وقوع الخسارة بسبب سعر الصرف، يجب أن تكون كذلك عبر حساب متوسط سعر الصرف، وليس موعد الاستحقاق، حتى لا تقع فريسة لمخاطر نهاية المدة والفائدة المتقطعة.
رأى ديميرتاش أن سبب الانخفاض الكبير في سعر صرف الدولار أمام الليرة التركية حدث بسبب رفع نسبة الفائدة بشكل خفي، وتم تمريرها من ضمن قرارات الرئيس التركي عبر دفع التعويضات على المودعات بالعملة التركية حال التضرر من سعر الصرف؛ حيث قدمت الحكومة العديد من الفوائد للحفاظ على تلك المودعات بالليرة التركية.
من جهة أخرى، قال عالم الاقتصادي تيموثي آش، الذي يتابع التطورات الاقتصادية في العديد من دول العالم، ويعلق عليها، إنه لا يوجد مثال آخر على نشاط الصرف الأجنبي كما يحدث في تركيا.
أضاف عالم الاقتصاد الشهير، في تغريدة عبر حسابه على توتير، أنه يعمل في مجال الاقتصاد منذ 30 عاماً، ولم يرَ خلال تلك المدة مثل هذا التقلب الحاصل في سعر صرف العملة التركية في أي من دول العالم، خاتماً حديثه بأن ما يحدث "أمر لا يصدق".