قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، السبت 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن المقترحات الأمنية التي قدمتها بلاده إلى الولايات المتحدة محاولة لتحويل السيناريو العسكري المحتمل إلى عملية سياسية.
قالت روسيا، التي تعزز وجود قواتها بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، الجمعة، إنها تريد ضمانة ملزمة قانوناً بأنَّ حلف شمال الأطلسي سيتخلى عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا.
إجراء محادثات مع أمريكا والناتو
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، عن جروشكو قوله إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات "لتحويل سيناريو المواجهة العسكري… إلى عملية سياسية تعزز بالفعل الأمن العسكري".
في سياق مواز ، طالبت روسيا حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأمريكا وبريطانيا بسحب جميع القواعد العسكرية والقوات من دول وسط وشرق أوروبا، وضمن ذلك تلك الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي، فيما أعلنت واشنطن أنها تناقش المطالب مع حلفائها.
صحيفة The Times البريطانية قالت الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن وزارة الخارجية الروسية نشرت مطالب موسكو المقدمة إلى حلف "الناتو" وأمريكا وحلفائها، بشأن "ضمانات أمنية"، مقابل سحب حشد كبير من القوات على الحدود الأوكرانية.
معاهدتان قانونيتان
الصحيفة أشارت إلى أنَّ طلب روسيا جاء في شكل مسودتين لمعاهدتين قانونيتين، اعتبرتهما أمراً غير مألوف للغاية في الدبلوماسية الدولية، ويُنظَر إليه على أنه إنذار نهائي يهدد وجود التحالف الغربي والاتحاد الأوروبي.
تدعو المسودتان "الناتو" وأمريكا إلى وقف أي توسع للحلف شرقاً، و"عدم نشر أسلحة وقوات، حيث قد يُنظَر إليها من الطرف الآخر على أنها تهديد للأمن القومي".
تشمل المطالب أيضاً دعوة جميع عمليات نشر القوات في أوروبا الشرقية للعودة إلى المستويات التي كانت عليها قبل عام 1997، وإزالة حماية "الناتو" من جميع البلدان التي انضمت منذ ذلك الحين.
كذلك، تطالب روسيا بالتزام الولايات المتحدة "عدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفييتي السابق"، أو "تطوير التعاون العسكري" مع دول تشمل أعضاء الاتحاد الأوروبي لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
إضافة إلى ذلك، تطالب روسيا بفرض حظر على نشر السفن الحربية والطائرات التابعة لحلف الناتو والولايات المتحدة وروسيا في "مناطق يُمكِن منها ضرب أهداف على أراضي الطرف الآخر".
من جانبها قالت وكالة أنباء RIA Novosti الروسية، إن "دول الناتو والولايات المتحدة يجب ألا تمركز أي أفراد عسكريين أو أسلحة إضافية خارج البلدان التي تمركزت فيها اعتباراً من مايو/أيار 1997 (قبل الانضمام إلى تحالف دول أوروبا الشرقية) إلا في حالات استثنائية بموافقة روسيا".
تحذيرات روسية
بدوره حذّر سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، من أنَّ "العلاقات مع الناتو والغرب وصلت إلى نقطة خطيرة"، ودعا إلى محادثات أزمة مع الولايات المتحدة، يوم السبت 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، في جنيف بشأن هذه المطالب. وقال: "نحن على استعداد للذهاب على الفور؛ لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة".
في رده على مطالب روسيا، قال البيت الأبيض إنه يناقش المقترحات مع الحلفاء الأوروبيين، مضيفاً أنه "لن يضر بالمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الأمن الأوروبي".
في واشنطن، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة المقترحات، لكنه استدرك: "مع ذلك هناك بعض الأشياء في تلك الوثائق يعرف الروس أنها غير مقبولة"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أوضح المسؤول الذي لم تذكر الوكالة اسمه، أن واشنطن سترد خلال أيام، بمزيد من المقترحات الملموسة بشأن إطار أي محادثات.
أما حلف "الناتو" فقال إنه "على علم بمقترحات روسيا الأمنية الأوروبية"، وأضاف أنه يقيّم "تقييماً جدياً الآثار المترتبة على الوضع الحالي بالنسبة لأمن التحالف".
توعَّد الحلف بأنه سيردُّ دائماً "بحزم على أي تدهور في بيئتنا الأمنية، وضمن ذلك من خلال تعزيز موقفنا الدفاعي الجماعي عند الضرورة. وسيتخذ الناتو جميع التدابير اللازمة لضمان الأمن والدفاع لجميع حلفاء الناتو".
كذلك، نقلت رويترز عن دبلوماسيين من حلف شمال الأطلسي قولهم إن "روسيا لا يمكنها أن تستخدم حق النقض (الفيتو) على توسيع الحلف، وإن الحلف له الحق في تقرير موقفه العسكري".