عاد الحديث عن شابة عراقية تُدعى مريم أو ما يُطلق عليها "الأميرة مريم"، ليتصدر اهتمامات العراقيين على شبكات التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا حملة تضامن معها، بعدما تعرضت لهجوم من رجل سكب على وجهها وأجزاء من جسدها مادة الأسيد وشوّهها، محوّلاً حياتها إلى جحيم.
فمنذ يوم الخميس، 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، وحتى اليوم السبت 18 ديسمبر/كانون الأول، يتصدر وسم "#انقذوا_الاميرة_مريم" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في العراق.
بدأت القصة المأساوية لمريم في يونيو/حزيران 2021، عندما تعرّضت لانتقام من رجل تقدّم لخطبتها ورفضت الزواج منه، وقالت عائلة الفتاة إن الأخيرة كان تريد أن تكمل تعليمها.
استغلّ الرجل غياب والدَي مريم عن المنزل الواقع في مدينة بغداد، وعندما كانت غارقة في نومها في غرفتها دخل خلسة وسكب الأسيد على وجه الفتاة العشرينية، لتصحو على صرخات الألم، وتبدأ مرحلة جديدة في حياتها، مجبرة فيها على العيش بوجه مشوه.
كانت مريم تدرس في السنة الثانية بمعهد الفنون الجميلة، وكانت تُلقب من قبل عائلتها وأصدقائها بـ"الأميرة مريم"، وكانت الفتاة تعتني بمظهرها، ولديها العديد من الفيديوهات على موقع "تيك توك".
قصة مريم عادت للواجهة مجدداً بعدما أصدر مجلس القضاء العراقي بياناً يوم الخميس، 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، وقال فيه إن التحقيقات لا تزال مستمرة في الجريمة التي وقعت قبل 6 أشهر، مشيراً إلى متهمين اثنين في القضية تم إلقاء القبض عليهما.
والد مريم الذي روى تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها وجّه في مقابلة تلفزيونية انتقادات للقاضي الذي يتولى القضية، واتهمه بالانحياز للجاني على حساب الضحية، مشيراً إلى أن القاضي أساء أيضاً "لشرف العائلة".
والدة مريم تحدثت هي الأخرى عن مأساة ابنتها، لكنها لم تستطع إكمال كلامها بسبب بكائها الشديد، وقالت في مقابلة إن مستقبل ابنتها انتهى، وأكدت أن الكاميرات أظهرت الجاني، لكن "لا أحد يتعاون مع العائلة"، وفق قولها.
لا تزال مريم، بحسب قول والديها، تعاني من آثار الحروق على جسدها، رغم مرور أشهر على الحادثة.
تحلم مريم حالياً بمساعدتها على تجاوز محنتها، فخلال حديثها في مقابلة تلفزيونية لم يظهر فيها وجهها، طلبت الشابة العراقية أن يأخذ القضاء حقها، وأشارت إلى أن العلاج المطلوب لها موجود خارج العراق، لكن لا قدرة للعائلة على دفع التكاليف.
هذه المناشدة من مريم أطلقت دعوات واسعة على شبكات التواصل لمساعدتها مادياً، وظهرت والدة مريم رفقة ابنتها في مقطع فيديو، تحدثت فيه عن تلقيها اتصالات مساندة للعائلة.
حادثة مريم، التي رأى العراقيون أنها جزء من عنف واسع ضد المرأة، أثارت ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب عراقيون عبرة هاشتاغ #انقذوا_الأميرة_مريم بإنزال عقوبة قاسية بحق الجاني، والتشديد في القوانين التي تحمي المرأة.
يُشار إلى أن مديرية حماية الطفل والأسرى بالعراق قالت إن حالات العنف ضد النساء بالبلاد خلال عام 2021 وصلت إلى أكثر من 14 حالة.