صادق مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، على مشروع قانون قدمته الديمقراطية إلهان عمر لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا حول العالم رداً على تصريحات عنصرية من قبل النائبة الجمهورية لورين بويبرت، ضد عمر.
إذ صوت لصالح مشروع القانون 219 نائباً في مجلس النواب مقابل 212، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ذكرت أن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون صوَّت لصالح تمرير مشروع قانون إلهان عمر لإنشاء مكتب خاص داخل وزارة الخارجية لمكافحة الإسلاموفوبيا على مستوى العالم.
كما قالت إن هذا التصويت جاء بعد أسبوع من تقديم الديمقراطيين التقدميين في الكونغرس مشروع قانون منفصل لطرد النائبة الجمهورية لورن بويبرت من لجان الكونغرس؛ بسبب تصريحاتها التي وصفت فيها إلهان عمر- المسلمة من أصول صومالية- بأنها إرهابية.
من شأن مشروع القانون معالجة تزايد حوادث الإسلاموفوبيا حول العالم، ولا يزال يتعين تمريره من قبل مجلس الشيوخ قبل تحويله إلى الرئيس جو بايدن للتوقيع عليه ليصبح قانوناً.
حسب الشبكة الأمريكية، فإن مشروع القانون كان مطروحاً في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب منذ أشهر، لكن تم التصويت عليه خارج إطار اللجنة، بعد تعرض رئيسة المجلس نانسي بيلوسي لضغوط متزايدة من أعضاء في حزبها لاتخاذ إجراءات شديدة ضد بويبرت بسبب تصريحاتها العنصرية.
ضغط من مسلمي "الكونغرس"
فقد طالب العشرات من موظفي الكونغرس الأمريكي المسلمين قادة مجلس النواب باتخاذ إجراءات ضد الإسلاموفوبيا، في أعقاب سلسلة من الهجمات المدفوعة بنوازع العداء للمسلمين على نائبة الكونغرس المسلمة إلهان عُمر، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة نُشرت يوم الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول، وقال فيها 62 موظفاً مسلماً إن تصريحات النائبة الأمريكية، لورين بويبرت، المعادية للإسلام والموجهة إلى إلهان عمر أثارت "شعوراً بالقلق والخوف" بين الموظفين المسلمين في الكابيتول هيل.
فيما قالت الرسالة، التي وقَّعها أيضاً 378 موظفاً متضامناً مع محتواها: "إننا نشهد مضايقات دون رادع لأحد أعضاء الكونغرس المسلمين الثلاثة- والعضو المسلم الوحيد المرئي- وهو ما يُشعرنا بأن مكان عملنا ليس آمناً ولا متقبلاً لنا".
الرسالة أضافت: "يتعين علينا الآن أن نأتي إلى العمل كل يوم، ونحن نعلن أن الأعضاء والموظفين أنفسهم الذين يداومون على استخدام المجازات اللفظية المعادية للإسلام والتلميحات إلى أننا إرهابيون– يسيرون إلى جانبنا في قاعات الكونغرس".
تزايد التمييز ضد المسلمين
فقد قال أكثر من ثلثيّ المستطلعة آراؤهم من مسلمي أمريكا إنهم تعرَّضوا لمواقف تمييز على أساس ديني في الولايات المتحدة، في أحدث دراسة أجريت في البلاد التي تشهد ارتفاعاً لأحداث ترتبط بالتمييز العنصري والإسلاموفوبيا.
موقع Middle East Eye البريطاني نشر، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، استطلاعاً للرأي أجراه "معهد الآخر والانتماء" بجامعة كاليفورنيا، كشف أن 67.5% من المستطلعة آراؤهم قد تعرَّضوا للإسلاموفوبيا، التي عرَّفتها الدراسة بأنها "هجوم لفظي أو جسدي فردي، أو سياسة عامة، أو نزع صفة الإنسانية عن المسلمين".
وجدت الدراسة أن بين 1123 مسلماً استُطلِعَت آراؤهم، قالت 76.7% من الإناث إنَّهن تعرَّضن للإسلاموفوبيا، مقارنةً بـ58.6% من الرجال.
فيما قالت نسبة أكبر من بين أولئك المشمولين بالدراسة، 93.7%، إنَّ الكراهية المعادية للمسلمين قد أثَّرت على صحتهم النفسية أو العاطفية بدرجة ما.