ذكرت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية أن جماعة يهودية متطرفة تنسق مع أعضائها التنكر في هيئة مسلمين؛ كي يدخلوا المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة بالقدس، حيث يتلون سراً الصلوات اليهودية بينما يتظاهرون بأداء الصلوات الإسلامية، وذلك وفقاً لأحد التقارير التي نُشرت أمس الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول.
أثارت جماعة "كوزريم لحار" اليمينية المتطرفة (وتعني العودة إلى جبل الهيكل)، التي تدافع عن سيادة اليهود على المسجد الأقصى، مخاوف بين المسؤولين الأمنيين، الذين حذروا من أن أفعال الجماعة يمكن أن تثير العنف في الموقع المقدس الذي يعد بؤرة صراع مشتعلة، وذلك حسبما أفادت به القناة 13 الإسرائيلية.
يرفضون القوانين والعقوبات
يحظى المسجد الأقصى بقدسية خاصة بالنسبة للمسلمين؛ بوصفه ثالث الحرمين الشريفين، والموقع الذي يعرف بين اليهود باسم جبل الهيكل، يعد أقدس المواقع بالنسبة للمسلمين، يجسد بؤرة صراع في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد اندلعت على إثر التوترات هناك حربٌ ضد قطاع غزة استمرت 11 يوماً من شهر مايو/أيار هذا العام.
بموجب التفاهمات التي جرى التوصل إليها في أعقاب استيلاء إسرائيل على البلدة القديمة والقدس الشرقية في نكسة عام 1967، يُسمح لليهود بزيارة الموقع دون الصلاة فيه، وتحافظ إسرائيل على الوجود الأمني الشامل في الموقع، لكن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تدير الأنشطة الدينية هناك.
يقول رفاييل موريس، رئيس جماعة كوزريم لحار، في حديثه مع القناة 13 الإسرائيلية: "لسنا مستعدين لقبول العقوبات ضد اليهود الموجودين في المسجد الأقصى".
كما ذكر موريس أن اليهود يُسمح لهم فقط بدخول المجمع في أوقات محددة من اليوم، مصحوبين بالشرطة ولا يجب عليهم أن يُظهروا أي إشارات تدل على أداء الصلوات.
في المقابل، يستطيع المسلمون دخول المجمع في أي وقت ويمكنهم الصلاة بكل حرية، حسب ما ذكره التقرير الإسرائيلي.
إرشادات خاصة للتنكر بزي المسلمين
خلال الدروس التي تلقيها المجموعة على أتباعها في شقة بالقدس، يعلمهم قادتها كيفية ارتداء ملابس إسلامية تقليدية وحمل سجادة الصلاة والمسبحة، بل حمل كتب عربية حول القرآن؛ وذلك كي يكون تنكرهم أكثر إقناعاً، إضافة إلى أن أعضاء الجماعة يصبغون شعرهم ولحاهم بلون داكن كي يبدوا أشبه بالفلسطينيين.
يصرح موريس في هذا الخصوص بأن الجماعة تشدد على أتباعها بأن عليهم أن يشبهوا الفلسطينيين العرب كي لا يثيروا شكوك الشرطة والمسلمين وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ظهر مرشد يدعى يسرائيل بينما يعلم أعضاء الجماعة حركات صلوات المسلمين، بينما يتلون في الواقع الليتورجيا اليهودية.
في السياق نفسه، قال عضو يستخدم الاسم المستعار باروخ: "في أسوأ الأحوال، حسناً، يمسكونك فيلقون القبض عليك، الأمر يستحق بالنسبة لي كي أصلي بطريقة ملائمة وألا أستسلم لإهانة الشرطة".
يتوعدون بالتصعيد
تنبأ باروك بأن مزيداً من الأشخاص سوف يتبعون هذا النهج "وبعد ذلك ستحتاج الشرطة بكل بساطة أن تفتح الأبواب للجميع".
كما أضاف موريس: "تتمثل رؤيتنا في أن نكون قادرين على الذهاب إلى المسجد الأقصى في كل ساعات اليوم، وننجح في نهاية المطاف في بناء الهيكل واستعادة طقوس القرابين".
بينما أنكر أن الجماعة كانت "سرية"، مصراً على أنه يتحرك "علناً" وأن أفعاله قانونية.
وأردف موريس: "الحقيقة التي تفيد بأن البلاد لا تحب الأمر، لا تعني أنه غير قانوني".
المتحدث ذاته، أوضح أنه في حالة مرور الأمر على نحو خاطئ خلال زياراتهم التنكرية، فإنهم سوف يتصلون بالشرطة لمساعدتهم، معرباً عن رفضه المخاوف من أن أفعال الجماعة قد تؤدي إلى انتشار العنف.
في السياق نفسه، قال أحد أعضاء الجماعة في حديثه مع القناة 13 الإسرائيلة: "من أجل الهيكل، أنا مستعد أن أدفع حياتي"، وذلك عند سؤاله عن احتمالية رد المسلمين بعنف إذا اكتُشف أثناء وجوده في المسجد الأقصى.
تحركات إسرائيلية ضد الجماعة
بحسب موقع Times of Israel، تعمل الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) فعلياً ضد الجماعة، وتشير التقارير إلى أن أعضاءها تصدر ضدهم بصفة متكررة أوامر تقييدية من المحكمة تحظر دخولهم المسجد الأقصى. فضلاً عن احتجازهم في السجون لأيام قليلة بين الحين والآخر.
من جهته، يقول قائد الشرطة المسؤول عن منطقة المسجد الأقصى، ناتي غور، إنه كان هناك انتشار "كثيف" للضباط في إطار جهود منع أي ردة فعل عكسية ضد "هؤلاء المتطرفين".
بعد أن نجحت مجموعة من دخول المسجد الأقصى، أبلغ أحد المرشدين في المجموعة القناة 13 الإسرائيلية أنه تلقى مكالمة هاتفية من رقم مجهول لشخص ادعى أنه من الشرطة وكان يسأل عن موريس، وقال المرشد إن الشرطة، وكذلك جهاز الشاباك، كانت تتعقب أفعالهم.
في حين، تشير التقارير إلى أن الضباط اعترضوا في نهاية المطاف الجماعة ومنعوا أعضاءها من دخول مجمع الحرم الشريف.
مع ذلك، نجح أعضاء من المجموعة في دخول المسجد الأقصى قبل أسبوعين في عتمة الليل برغم الطقس الممطر. وفي فيديو يوثق الحادث، التقط أعضاء الجماعة صوراً لمسجد قبة الصخرة وتلوا خلال الفيديو الصلوات اليهودية. وفي خلفية الفيديو، كان مؤذن المسجد يرفع نداء الصلاة المعهودة للمسلمين.
فيما قالت القناة 13 الإسرائيلية إنها تعرضت لضغوط من مسؤولي الأمن من أجل عدم عرض اللقطات، وسط مخاوف من أن يؤدي مجرد نشر هذه المعلومات إلى إثارة العنف.