تحذيرات من انهيار وشيك للاتفاق مع إيران.. فرنسا تؤكد الاقتراب من “نهاية الطريق” وروسيا تتهم أمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/14 الساعة 22:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/14 الساعة 23:01 بتوقيت غرينتش
المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني - رويترز

ال نيكولا دي ريفييه، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن باب إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مفتوح الآن "لكننا نقترب بسرعة من نهاية طريق" إحياء الاتفاق الذي يفرغه من مضمونه مع ما تحرزه طهران من تقدم في برنامجها النووي.

الموقف الفرنسي-الأوروبي، يأتي في الوقت الذي نقل فيه تلفزيون "برس تي في" الحكومي الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله، الثلاثاء، إنه يتوقع التوصل إلى تفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قريباً.

المسؤول الإيراني أضاف أن المناقشات الجارية بين رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "أفضت إلى إحراز تقدم وقربت المسافات حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

اتهام إيران بـ"التصعيد"

على خلاف ذلك، وفي حديث له مع الصحفيين وبجانبه سفيرا بريطانيا وألمانيا في الأمم المتحدة، أكد المسؤول الفرنسي: "نقترب من النقطة التي يكون فيها تصعيد إيران لبرنامجها النووي قد أفرغ تماماً خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) من مضمونها".

السفير الفرنسي دعا طهران إلى "أن تختار بين انهيار الاتفاق أو التوصل إلى اتفاق عادل وشامل.. إن استمرار إيران في التصعيد النووي يعني أننا نقترب بسرعة من نهاية الطريق".

المتحدث ذاته، مضى قائلاً: "لم يكن برنامج إيران النووي أكثر تقدماً في أي وقت مما هو عليه الآن، هذا التصعيد النووي يقوِّض الأمن والسلم الدوليين والنظام العالمي لمنع الانتشار النووي".

السعودية: لاشيء يدعو للتفاؤل

في السياق نفسه، صرح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن الموقف في مفاوضات فيينا بخصوص النووي الإيراني حالياً لا يدعو للتفاؤل، مشيراً إلى أن هناك على ما يبدو "موقفاً إيرانياً متشدداً"، وذلك في مؤتمر صحفي بختام القمة الخليجية الـ42 التي عُقدت في الرياض.

أوضح بن فرحان أن "دول المجلس تتابع المحادثات (النووية الإيرانية) في فيينا وعبرنا عن موقفنا بأن الأصح بأن نكون حاضرين في المفاوضات بحكم أننا الدول الأكثر تهديداً بالبرنامج النووي".

كما أضاف: "الأخبار التي تصلنا حتى الآن تقول إن الموقف في مفاوضات فيينا لا يدعو للتفاؤل، ويبدو أن هناك موقفاً متشدداً إيرانياً رجع في كثير مما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة وهذا لا شك مقلق".

قبل أن يتابع: "الأخبار التي تصلنا تدل على أن هناك بعض المماطلة، ونتمنى أن تتحول إلى تقدم في القريب العاجل".

روسيا تلقي اللوم على أمريكا

في كلمة له، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، اعتبر  النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بولانسكي، أن السبب الأصلي لأزمة الاتفاق النووي مع إيران يتمثل في "النهج الأمريكي" و"ليس في تصرفات إيران".

المسؤول الروسي أكد أن موسكو تعتبر أن التصريحات المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة التي تدعو إلى تغييرها "خطيرة جداً"، مطالباً بتطبيقها بـ"الشكل الذي صادق عليه مجلس الأمن عام 2015 دون استثناءات وإضافات".

المتحدث نفسه شدد على أنه "لا يوجد في الوقت الحالي أي بديل لهذه الخطة الشاملة المشتركة".

موسكو حمَّلت واشطن مسؤولية التعثر في هذه المفاوضات، مبرئة طهران، إذ صرح ممثلها لدى الأمم المتحدة قائلاً: "لنكن موضوعيين، النهج الأمريكي هو السبب وليس إيران".

كما دعا بولانسكي جميع الدول المعنية بهذا الملف إلى "الامتناع عن ممارسة الضغط على إيران".

مفاوضات عسيرة

بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 قيَّدت إيران برنامجها النووي الذي يخشى الغرب استخدامه في صنع أسلحة، وهو أمر تنفيه إيران. ومقابل القيود على البرنامج النووي الإيراني تم تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي كانت مفروضة على إيران.

في عام 2018 أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع أيضاً من الدول الأوروبية الثلاث والصين وروسيا، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على إيران، الأمر الذي دفع طهران إلى انتهاك القيود المفروضة على برنامجها النووي بعد نحو عام من ذلك.

في المحادثات غير المباشرة الجارية في فيينا بين الولايات المتحدة وإيران يتنقل مسؤولون من الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق بين الجانبين؛ وذلك لرفض طهران إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن.

تحميل المزيد