ادَّعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن السبب الأكبر وراء انهيار "صفقة القرن" التي صاغها من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، والذي قال أنه "لم يرد قط صنع السلام".
ترامب قال في مقابلة مع الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، استمرت 90 دقيقة، في إطار تحضيره لكتابه Trump's Peace: The Abraham Accords and the Reshaping of the Middle East (سلام ترامب: اتفاقيات إبراهيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط) : " لا أعتقد أن نتنياهو أراد صنع السلام. أعتقد أنه كان يجارينا فحسب، مجرد مجاراةٍ، فمجاراةٍ، فمجاراة، كما تعرف"، بحسب ما نقله موقع Axios الأمريكي، الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021.
يشار إلى أن ترامب كان قد عرض خطة في يناير/كانون الثاني 2020، تحت اسم "صفقة القرن"، كانت المقترحَ الأكثر ملاءمة بالنسبة لإسرائيل، وأفضل مما قدَّمه أي رئيس أمريكي منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وتشمل إعلاناً بضم الضفة الغربية وما فيها من مستوطنات، والاعتراف بيهودية الدولة مع كيان للفلسطينيين لا يرتقي لمستوى دولة.
"نتنياهو هو السبب"
بحسب الموقع، فإن ترامب استنتج متأخراً مثل سابقيه الذين حاولوا العمل على القضية، أن نتنياهو لم يرِد بصدقٍ التفاوض على حل الدولتين.
وقال ترامب خلال حديثه مع رافيد: "لقد أُبلغت من الجميع أنها غير قابلة للتنفيذ".
مع ذلك، عيَّن ترامب صهره جاريد كوشنر لقيادة "فريق السلام" الخاص بالبيت الأبيض. حتى كوشنر نفسه لم يكن يعلم أنه اختير لهذا العمل، قبل أن يخبر ترامب صحيفة The New York Times بالأمر خلال المرحلة الانتقالية الرئاسية.
قال ترامب في حديثه مع الصحفي الإسرائيلي: "انظر، كنت أفكر في الأمر، وأنت تعرف عبارة: ما الذي لديَّ لأخسره".
تابع: "حياتي كلها صفقات. إنني أشبه بصفقة كبيرة. ذلك هو كل ما أفعله، لذا أتفهم الأمر. وبعد مقابلة مع نتنياهو لثلاث دقائق… أوقفت نتنياهو في وسط إحدى الجمل. وقلت: (نتنياهو، أنت لا ترغب في عقد صفقة، أليس كذلك؟)، فقال: (حسناً، آه، أوه، آه). الحقيقة هي أنني لا أعتقد أن نتنياهو أراد عقد أي صفقة".
بدلاً من ذلك، قرر نتنياهو استغلال خطة ترامب لتكون غطاءً لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة قبل الانتخابات، وهو مقترح صادم كان سينتهك القوانين الدولية، لكنه على الأرجح كان سيأتي بنتائج ساحقة في صالح نتنياهو خلال الانتخابات.
دعم ديفيد فريمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جهود نتنياهو لضم أجزاء الضفة الغربية المحتلة.
المشكلة أكبر من عباس
وأوضح ترامب أنه أدرك في مرحلة مبكرة من مدته الرئاسية، أن نتنياهو سيكون عقبة أمام السلام، بشكل أكبر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
قال ترامب متحدثاً عن عباس في تعليقه على أول مقابلة "عظيمة" بينهما، على حد وصفه: "اعتقدت أنه عظيم. كان تقريباً أشبه بأب. لا يمكن أن يكون هناك ألطف من ذلك. أعتقد أنه أراد عقد صفقة أكثر من نتنياهو".
وبينما أخبر عباس، ترامب بأنه اعتقد أنهم قادرون على التوصل إلى اتفاق، نصح نتنياهو، الرئيسَ الأمريكي السابق بأن يتريث.
لكن ترامب اتهم عباس بأنه يُبدي "الأحضان والقبلات والتواصل الرائع" خلف الأبواب المغلقة، لكنه لا يبدي إلا النقد في العلن.
وقال ترامب: "عندما عاد إلى الوطن، لم يقل الأمور الصحيحة. قال أشياء أشبه بالحرب غير ما قاله لي في وجهي، ربما شعر بأن هذا جيد من الناحية السياسية". لكنه علَّق بأنه لايزال يحب عباس استناداً إلى الاتصالات الأولى بينهما.
مع هذا، قوَّض ترامب جهوده من أجل اتفاقية السلام في ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقال إن سفارة الولايات المتحدة سوف تنتقل إلى هناك.
بيد أنه وجد صعوبة، خلال مقابلته مع رافيد، في تفسير سبب مواصلة اتخاذ خطوات تفيد نتنياهو وتضر عباس، حتى بعد أن وجد في بداية الأمر أن عباس أكثر تعاوناً.
أحد التفسيرات التي قدمها هو أنه كان يُبلَّغ دائماً أن الإسرائيليين هم من أرادوا السلام، وليس الفلسطينيين.