لندن لم تنفذ شيئاً مما وعدت به! دبلوماسيون يحذِّرون من تبعات فشل بريطانيا في توطين اللاجئين الأفغان

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/12 الساعة 22:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/12 الساعة 22:43 بتوقيت غرينتش
لاجئون في بريطانيا، صورة تعبيرية/ رويترز

أعرب دبلوماسيون عن مخاوفهم من أن الخطة "الطموح" التي أعلنت عنها لندن لتوطين اللاجئين الأفغان الذين تم ترحيلهم أثناء الانسحاب، لم تكن سوى حبر على ورق، وأن عزيمة الحكومة على تنفيذها قد خفتت في ظل بروز ملفات ساخنة أخرى. 

 بشأن مخطط بريتي باتيل الذي رُوج له كثيراً للسماح للأفغان بإعادة التوطين في بريطانيا، وأن المخطط كان محروماً من "الموارد المناسبة". وعبر أيضاً أحد كبار الدبلوماسيين السابقين عن قلقه من أن الحكومة البريطانية تبدو عازمة على ترك المبادرة تذبل قبل أن تبدأ.

وقد أُعلن عن خطة إعادة توطين المواطنين الأفغان (ACRS) وسط ضجة كبيرة في أغسطس/آب 2021، عندما استولت طالبان على كابول، ولكن بعد أربعة أشهر ما زالت لم تبدأ بعد. 

وقال مصدر كبير في الحكومة لصحيفة The Guardian البريطانية الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن مشروع التوطين تأخر لأنه لم يتلقّ الدعم الكافي لإطلاقه.

كان لاجئون أفغان في بريطانيا قد طالبوا خلال أكتوبر/تشرين الأول 2021، بإعادتهم إلى وطنهم، وذلك بعد إقامتهم في فنادق مكتظة دون توفر مقومات كافية أو اهتمام طبي. 

مشروع مصيره الفشل 

من جانبه، قال آدم طومسون، المدير السابق لوزارة الخارجية في أفغانستان: "يبدو واضحاً أن مخطط إعادة توطين الأفغان المستضعفين كان عرضاً ساخراً للانتهازية السياسية وأصبح مصيره الفشل الآن".

وأضاف تومسون، الذي شغل أيضاً منصب السفير البريطاني السابق لدى باكستان وحلف شمال الأطلسي: "إنها تقنية مجربة ومختبرة. أنت تعلن شيئاً، ويبدو جيداً. ثم بطريقة أو بأخرى ظروف تمنعك من تحقيق أهدافك في الواقع".

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف جواب برلماني أن 84 مسؤولاً فقط قد عُينوا في Arap، وهي خطة سياسة إعادة التوطين الأفغانية التي أُطلقت في أبريل/نيسان وتهدف إلى إعادة توطين الأشخاص الذين عملوا لصالح المملكة المتحدة في أفغانستان. 

وأكد الرد البرلماني نفسه أنه تلقى حتى الآن أكثر من 90 ألف طلب، مع وصول المزيد كل يوم، وهو عدد حالات يشير إلى أن كل مسؤول يتعامل مع أكثر من 1000 طلب أو أنه عالجها.

وعندما سُئلت وزارة الداخلية عن عدد المسؤولين الذين كُلفوا بخطة إعادة التوطين، فإنها لم تقدم رقماً. 

وبالمثل، لم يتم تقديم أي إشارة إلى الموارد المتعلقة بالمخطط، على الرغم من أن مصدراً في الحكومة البريطانية قال إنه إذا أرادوا تشغيل المخطط بسرعة، كان بإمكانهم تجنيد متطوعين من الخدمة المدنية.

وقال متحدث باسم وكالة الاستشارات Adam Smith International، التي قدمت برامج مساعدات حكومية بريطانية في أفغانستان بين عامي 2002 

و2018، إن الإخفاق في فتح خطة إعادة التوطين أدى إلى تفاقم المشاكل وترك المئات في خطر شديد.

من جانبها، قالت الحكومة في بيان إنها ملتزمة بالمبادرة واعدة "بمزيد من التفاصيل قريباً".

وقالت الحكومة: "برنامج ACRS هو واحد من أكثر المخططات سخاءً في تاريخ بلادنا وسيساعد ما يصل إلى 20 ألف شخص آخرين معرَّضين للخطر لعيش حياة جديدة في المملكة المتحدة. نحن نعمل عبر الحكومة ومع شركاء مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، نحن ملتزمون بالعمل جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي لتصحيح هذا الأمر".

تحميل المزيد