قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، السبت 11 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن مسؤولاً عسكرياً إيرانياً كبيراً توعَّد من وصفهم بـ"المعتدين" بدفع "ثمن غالٍ"، وذلك بعد نشر تقرير عن خطط أمريكية إسرائيلية لإجراء تدريبات عسكرية محتملة استعداداً لضربات تستهدف مواقع نووية إيرانية في حال فشل الدبلوماسية.
حيث نقلت وكالة "نور" الإخبارية، التابعة لأعلى جهاز أمني بإيران، في تغريدة على "تويتر"، عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه، قوله: "إتاحةُ الأجواء لأن يختبر القادة العسكريون الصواريخ الإيرانية مع أهداف حقيقية ستكبد المعتدين ثمناً غالياً".
"أسوأ سيناريو"
كان مسؤول أمريكي كبير قد ذكر لوكالة رويترز، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول، أنه من المتوقع أن يناقش قادة الدفاع الأمريكيون والإسرائيليون إجراء تدريبات عسكرية محتملة استعداداً لأسوأ سيناريو ممكن، لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية، وإذا طلب زعيما الدولتين ذلك.
إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أحجمت عن التعليق على تقرير رويترز، حيث قال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في إفادة صحفية: "أعلم أن هناك اهتماماً بتقرير معين لرويترز، وما سأخبركم به هو أننا نجري مناورات وتدريباً بصفة روتينية مع نظرائنا الإسرائيليين، وليس لديَّ ما أعلنه أو أتحدث عنه أو أشير إليه أو أتكهن بشأنه اليوم".
محادثات عسكرية أمريكية إسرائيلية
في هذا الإطار، اتفقت واشنطن وتل أبيب، الخميس، على تعزيز التعاون الدفاعي بينهما، لاسيما في ظل تصنيف إيران بأنها "أكبر تهديد للسلام في العالم وعدم الاستقرار بالمنطقة".
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي بيني غانتس، في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، ركز على ملف إيران النووي.
من جهته، قال أوستن إن واشنطن "ستعزز التعاون الدفاعي مع إسرائيل، لاسيما في مجال الدفاع الجوي"، مشيراً إلى أن إيران لم تقدم تواصلاً دبلوماسياً بنَّاءً في المحادثات النووية الجارية بفيينا والتي يأمل الرئيس جو بايدن أن تُفضي إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، والذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب.
أوستن أضاف أن بايدن "مستعد للانتقال إلى خيارات أخرى"، إذا أخفقت السياسة الأمريكية الحالية الخاصة بإيران، دون أن يشير "صراحة" إلى الخيار العسكري. لكنه قال: "إننا مُتَّحدون كلياً في التزامنا بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. إنها مسألة أمن قومي للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم".
بدوره، لفت غانتس إلى أن إيران تمثل "تهديداً حيوياً لإسرائيل، وأن برنامجها النووي وسيلة لنشر أيديولوجيتها المتطرفة"، مشدداً على ثقة بلاده "بعزم الولايات المتحدة على منع إيران من امتلاك السلاح النووي".
فيما أوضح أن "العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقوم على الثقة والمصالح المشتركة"، مستطرداً: "إسرائيل القوية والآمنة هي الوحيدة التي يمكن أن تمد يد السلام لجيرانها".
في حين لفت متحدث الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في إفادة صحفية، إلى أن أي تصعيد إيراني بشأن الملف النووي "سيطرح تساؤلاً بشأن قدرة الدبلوماسية على تحقيق غايتها"، مؤكداً أن الولايات المتحدة وشركاءها "لم يفرجوا عن أي أموال مجمدة لإيران".
تصنيع سلاح نووي
كان بيل بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قد صرح قبل أيام، بأن الوكالة لا تعتقد أن المرشد الإيراني الأعلى قرر المضي في تصنيع سلاح نووي، لكنه أشار إلى ما حققته إيران من تقدُّم في القدرة على تخصيب اليورانيوم، وهو ما يُقرِّبها من امتلاك المواد الانشطارية اللازمة لصنع القنبلة النووية.
فيما حذّر بيرنز من أنه حتى لو قررت إيران المضي قدماً، فلا يزال أمامها شوط طويل قبل تحويل المواد الانشطارية إلى سلاح وتركيبه على صاروخ أو وسيلة أخرى لتوصيله للهدف، مستدركاً: "لكنهم تقدموا كثيراً في إتقانهم لدورة الوقود النووي، وهذا نوع من المعرفة يصعب جداً التخلص منه بالعقوبات أو جعله يختفي".
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت أنها بصدد تحضير عقوبات جديدة ضد إيران "في حال فشلت المفاوضات النووية" الجارية في فيينا.
جدير بالذكر أن إيران تنفي السعي إلى صنع أسلحة نووية، وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية. لكن مطالب كبيرة قدمتها حكومة إيران الجديدة خلال المحادثات، زادت شكوك الغرب في سعي طهران لكسب الوقت فيما تطور برنامجها النووي.
إذ ينتاب القلق المسؤولين الأمريكيين منذ وقت طويل، إزاء قدرة الولايات المتحدة على تحديد مكان أجزاء برنامج التسلح النووي الإيراني المتناثرة وتدميرها، عند إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة.