اقترب جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس" للوثائق المسربة، خطوة من مواجهة تهم جنائية في الولايات المتحدة لـ"خرق قانون التجسس، والتآمر لاختراق أجهزة الكمبيوتر الحكومية"، وذلك بعد أن كسبت واشنطن، الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، قضية استئناف أمام محكمة بريطانية.
إذ قضت "المحكمة العليا في لندن" بفتح الباب أمام تسليم "أسانج" (50 عاماً) للسلطات الأمريكية، بإلغائها حكماً سابقاً لمحكمة أدنى رفض تسليمه لـ"مخاوف بشأن صحة أسانج العقلية".
فيما أكدت المحكمة البريطانية أن الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة كانت كافية لمعاملة أسانج بشكل إنساني، وفق وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
في حين وجهت المحكمة تعليمات لقاضٍ بمحكمة أدنى بإرسال طلب تسليم "أسانج" إلى وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، لمراجعته.
من المقرر أن تتخذ وزيرة الداخلية، التي تشرف على تطبيق القانون في بريطانيا، القرار النهائي بشأن تسليم "أسانج" للولايات المتحدة، بحسب الوكالة الأمريكية.
"ظروف اعتقال أسانج"
من جهته، قال القاضي البريطاني تيموثي هولرويد: "قبلت المحكمة الاستئناف (الأمريكي)"، لافتاً إلى أنه قبِل مجموعة تأكيدات قدمتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بظروف اعتقال أسانج بما في ذلك التعهد بعدم احتجازه في سجن (إيه.دي.إكس) شديد الحراسة في كولورادو وبنقله إلى أستراليا لقضاء عقوبته إذا أدين.
لكن لا تزال هناك عقبات أخرى قبل ترحيل أسانج إلى الولايات المتحدة، إذ من المرجح أن يحال الخلاف القانوني إلى المحكمة العليا، وهي آخر محكمة للاستئناف، فيما لم يتم تحديد موعد لذلك.
حيث لفت القاضي هولرويد إلى أنه يجب الآن إحالة القضية إلى محكمة وستمينستر الجزئية على أن يرسلها القضاة إلى الحكومة البريطانية لتقرير ما إذا كان يجب تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة أم لا.
بينما نفى "أسانج" ارتكاب أي مخالفات، ولم يكن حاضراً في المحكمة. وهو لا يزال في سجن بلمارش شديد الحراسة في لندن حيث أمضى أكثر من عامين ونصف العام.
الطعن في الحكم البريطاني
بدورها، أكدت ستيلا موريس خطيبة "أسانج" أن فريقه القانوني سيطعن في الحكم في أقرب وقت، دون مزيد من التفاصيل.
تساءلت موريس: "كيف يمكن أن يكون هذا عدلاً؟ كيف يمكن أن يكون صواباً؟ كيف يمكن تسليم جوليان إلى نفس البلد الذي خطط لقتله؟".
يُشار إلى أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، رفضت المحكمة الجنائية المركزية المعروفة باسم محكمة "أولد بيلي" في لندن، تسليم مؤسس موقع "ويكيليكس" للولايات المتحدة، نتيجة "مخاوف بشأن صحة أسانج العقلية، إذا ما تم تسليمه إلى واشنطن".
لكن الإدارة الأمريكية، التي تطالب بتسليم "أسانج"، استأنفت على قرار محكمة "أولد بيلي"، رافضة وجود مخاوف بشأن صحة أسانج العقلية حال تسليمه لها.
في حين أخبرت السلطات الأمريكية القضاة البريطانيين أنهم إذا وافقوا على تسليم أسانج، فيمكنه أن يقضي عقوبة السجن، التي يحددها القضاء الأمريكي في موطنه أستراليا.
فيما توجه السلطات الأمريكية إلى "أسانج" 18 تهمة تتعلق بتسريب موقع ويكيليكس عدداً كبيراً من السجلات العسكرية الأمريكية السرية والبرقيات الدبلوماسية التي قالت إنها عرضت أرواحاً للخطر.
جدير بالذكر أن موقع ويكيليكس برز عندما نشر في عام 2010 مقطع فيديو للجيش الأمريكي يظهر هجوماً شنته مروحيات أباتشي في بغداد عام 2007 أسفر عن مقتل 12 شخصاً من بينهم اثنان من الطاقم الصحفي في وكالة رويترز. ثم بث الموقع أكثر من 700 ألف وثيقة سرية تتعلق بالأنشطة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية، خاصة في العراق وأفغانستان، وفي حال إدانته يمكن أن يسجن 175 عاماً.
إلا أن أنصار "أسانج" يصفونه بأنه بطل وقع ضحية للولايات المتحدة لفضحه مخالفات أمريكية في أفغانستان والعراق، ويندد محاموه ينددون بما سموه عملية "سياسية مبنية على أكاذيب".