وافق الكونغرس الأمريكي على قانون يطالب بالكشف عن ثروة رئيس النظام السوري بشار الأسد وعائلته، كما أعطى مهلة للإدارة الأمريكية لوضع استراتيجية خاصة تجاه سوريا.
المشروع الذي رفعته عضو الكونغرس، كلوديا تيني، يتناول تقريراً مفصلاً من وزارة الخارجية عن صافي ثروة الأسد وأفراد أسرته، بما في ذلك أبناء عمومته وعماته. وبحسب تعديل مشروع القانون الموافق عليه (رقم 6507) يجب الكشف عن الدخل الناتج من الأنشطة الفاسدة أو غير المشروعة التي يمارسها النظام السوري، مشدداً على زيادة التنسيق لتطبيق العقوبات الأمريكية على الأسد.
وجاء التصويت على المشروع ضمن إقرار موازنة وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2022.
ويجب الكشف عن الدخل الناتج عن الأنشطة الفاسدة أو غير المشروعة التي يمارسها النظام السوري، بحسب تعديل مشروع القانون الموافق عليه (رقم 6507)، والذي يشدد على زيادة التنسيق لتطبيق العقوبات الأمريكية على الأسد، ومراقبة "الفساد المستشري" لضمان عدم توجيه الأموال إلى الجماعات "الإرهابية".
تحقيق عن عائلة الأسد
يأتي هذا بعد أن كشف تحقيق أجرته صحيفة "The New York Times" الأمريكية أن شركاء متنفذين ومقربين من رئيس النظام السوري بشار الأسد متورطون في صناعة وترويج مخدر الكبتاغون، مما يؤشر على قيام "دولة مخدرات" جديدة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
الصحيفة ذكرت في التحقيق الذي نشرته، أن تجارة مخدرات غير قانونية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات يديرها شركاء أقوياء وأقارب للرئيس بشار الأسد، بُنيت على أنقاض 10 سنوات من الحرب في سوريا.
كما أشارت إلى أن تجارة الكبتاغون، وهو عقار غير قانوني يستخدم كمنشط للجهاز العصبي، تجاوزت حجم الصادرات القانونية السورية، محولة البلد إلى أحدث دولة تعتمد على التجارة غير الشرعية للمخدرات في العالم.
تورط عائلة بشار الأسد
كما أكدت الصحيفة الأمريكية أن هذه الصناعة- المرتكزة على عقار الكبتاغون المسبب للإدمان والشائع الاستخدام في عدة دول عربية- تمتد عملياتها في عموم سوريا، من خلال ورشات للتصنيع ومصانع للتعبئة يتم فيها إخفاء المخدرات وتجهيزها للتصدير وشبكات للتهريب تتكفل بنقلها إلى الأسواق الخارجية.
كما أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تحقيقها الذي استند إلى معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول، وعشرات المقابلات مع خبراء دوليين وإقليميين وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات ومسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين؛ كشف أن الكثير من عمليات الإنتاج والتوزيع تشرف عليها الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهي وحدة النخبة بقيادة ماهر الأسد الأخ الأصغر لرئيس النظام بشار الأسد وأحد أقوى الرجال في البلد.
من بين اللاعبين الرئيسيين أيضاً- بحسب الصحيفة- رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، وأعضاء آخرون من عائلة بشار الأسد الممتدة الذين يضمن لهم لقبهم (اسمهم الأخير) الحماية من الأنشطة غير القانونية.