قال موقع Axios الأمريكي، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورفاقه يعيدون تشكيل الحزب الجمهوري بشكلٍ منهجي، ويعملون على تنصيب موالين تم اختيارهم بعنايةٍ عبر حكومات الولايات، بالتوازي مع تدمير أولئك الذين يشعر بأنهم غير موالين له.
وفق مصادر مقربة من ترامب، فإنه إذا فاز معظم مرشَّحيه أو جميعهم، فسوف يدخل الدورة الانتخابية لعام 2024 مع وجود عددٍ أكبر بكثيرٍ، من الأشخاص المستعدين لتقديم عروضه والذين يديرون الانتخابات في الولايات الرئيسية.
ستكون لديه أيضاً سياسةٌ مُمَوَّلة جيداً وبنية تحتية سياسية، وأيضاً نظامه لوسائل التواصل الاجتماعي، وقد حصل على عشرات التأييدات منذ انتخابات العام الماضي، مع توقُّع المزيد قبل الانتخابات التمهيدية الحاسمة العام المقبل.
يستعدون لـ"الثأر" من بايدن
لكن السؤال يتمثَّل في: هل هذا النفوذ سيساعد الجمهوريين على اكتساب الأغلبية الجديدة في عام 2022، أم أنه سوف يقسِّم الحزب الجمهوري في انتخاباتٍ تمهيدية وحشية تعزِّز الديمقراطيين بشكلٍ غير مباشر في الانتخابات العامة؟
يستغل ترامب شبكته الوطنية من الحلفاء لتحديد الجمهوريين الذين كانوا "ضعفاء" في العام 2020؛ لأنهم رفضوا مواكبة جهوده لإلغاء الانتخابات.
هو يمسُّ كلَّ شيءٍ بالفعل، من عزل الحكَّام وأعضاء الكونغرس ومُشرِّعي الولايات، إلى صياغة السياسة والتأثير على مجالس المدارس المحلية.
هناك خيطٌ مشترك واحد مع العديد من المرشَّحين الذين دعمهم حتى الآن، وهو أنهم جميعاً يدعمون جهوده لقلب فوز بايدن رأساً على عقب.
ترامب يرتب أوراق الحزب الجمهوري
قال المرشَّح لمنصب حاكم ولاية جورجيا، ديفيد بيرديو، المدعوم من ترامب والذي يتحدَّى الحاكم بريان كيمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، إنه لم يكن سيوقِّع على شهادة نتائج انتخابات الولاية عام 2020 لو كان حاكماً لها.
تقول المصادر، التي أمضت وقتاً مع ترامب بمنزله في فلوريدا، إنه من المستحيل إجراء محادثة مُطوَّلة معه لا تنقطع، بسبب تركيزه على انتخابات 2020.
بينما يركِّز ترامب بشكلٍ مكثَّف على المطالب بأن يصبح الجمهوريون "أذكياء" وأن يواصلوا جهودهم "للتدقيق" وقلب النتيجة.
في هذا السياق، قال أحد مستشاري الرئيس السابق: "نحاول دفعه إلى مواضيع أخرى، لكنك دائماً تجد ما يسحبك إلى الوراء".
يطارد "غير الموالين"
يفكِّر ترامب في المستقبل أيضاً، وهو لا يتَّخِذ فقط الخطوات القياسية لمغازلة المانحين وبناء عملية سياسية، بل إنه يحاول أيضاً تطهير جميع مستويات الحزب الجمهوري من منتقديه وإحلال الموالين محلهم، أولئك الذين قد يعترضون على التصديق على الانتخابات المستقبلية.
كذلك، أيَّد ترامب النائب جودي هايس (جمهوري عن ولاية جورجيا)، الذي قدَّم اعتراضاً إلى ناخبي جورجيا، في تحدٍّ لسكرتير ولاية جورجيا، براد رافينسبيرغر، الذي قاوم علناً جهود ترامب لقلب نتيجة الانتخابات.
كما شجَّعَ ترامب بيردو في الانتخابات التمهيدية ضد كيمب، ويوضِّح إعلان حملة بيردو أنه يتفق مع ترامب حول ما يشكِّل خطيئةً لا تُغتَفَر بالنسبة لكيمب.
إلى جانب ذلك، دَعَمَ ترامب تحدياً لسيناتور ولاية تكساس، كيل سيليجر، بعد أن أدلى الأخير بالتصويت الجمهوري الوحيد ضد مراجعة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ووجد ترامب فرصةً لإعادة بناء الحزب الجمهوري في ولاية ميتشيغان، حيث دَعَمَ خمسة مرشَّحين لأول مرة بناءً على إيمانهم بادِّعاءاته الانتخابية التي لا أساس لها من الصحة.
في ولاية أريزونا، أيَّد ترامب إعادة انتخاب السيناتورة ويندي روجرز، التي قادت رسالةً مع 138 مشرِّعاً بالولاية تدعو فيها إلى إجراء تدقيقاتٍ في الانتخابات بجميع الولايات.
كما دعم ترامب أيضاً كاري ليك لمنصب حاكم ولاية أريزونا، وقالت ليك إنها لم تكن ستوافق على فوز بايدن إذا كانت هي حاكمة الولاية.
فيما يسعى ترامب أيضاً لملاحقة عدد قليل من الجمهوريين في الكونغرس كانوا قد تحدوه خلال فترة ولايته. فأيَّدَ المنافسين الأساسيين للسيناتورة ليزا موركوفسكي (جمهورية من ولاية ألاسكا)، وكذلك منافسي النواب ليز تشيني (الجمهورية من ولاية وايومنغ)، وفريد أبتون (ميتشيغان)، وبيتر ميغر (ميتشيغان)، وخايمي هيريرا بيوتلر (واشنطن)، وكلهم صوَّتوا لعزله.
يقول تيلور بودويتش، المتحدِّث باسم ترامب: "ما يثير استياء الديمقراطيين والجمهوريين هو أن الرئيس السابق لايزال الصوتَ المهيمن في السياسة الأمريكية".