قررت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، سحب فيلم "أميرة" من سباق جوائز الأوسكار 2022، بعد جدل واسع أثير حوله؛ لما اعتبرته مؤسسات معنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين "يشكك في نسب أبناء الأسرى الذين تم إنجابهم عبر نطف مهربة لآبائهم".
جاء ذلك في بيان للهيئة الأردنية، نشرته على موقعها الرسمي، جاء فيه: "قررت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الجهة الرسمية في البلاد المخول لها تقديم الأفلام للترشح في جوائز الأوسكار، سحب فيلم (أميرة) من سباق جوائز الأوسكار 2022".
وأضافت الهيئة: "نقدّر قيمة الفيلم الفنية، ونؤمن بأنه لا يمس بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى، بل العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال".
وقال البيان: "وإن هذا أيضاً رأي أعضاء لجنة الاختيار المستقلة، التي تم تشكيلها من قِبل الهيئة الملكية للأفلام، والتي اختارت فيلم أميرة من بين أفلام أخرى ليمثل المملكة".
وزادت: "عُرض فيلم أميرة بنجاح في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، مهرجان البندقية (إيطاليا) والجونة (مصر) وقرطاج (تونس)، وكذلك في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمان. وقد فاز بجائزتين دوليتين في البندقية".
واختتمت مستدركة: "لكن في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره من طرف البعض بأنه يمس بالقضية الفلسطينية واحتراماً لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم (أميرة) لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار".
فيلم أثار جدلاً
واختار الأردن، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فيلم "أميرة" كي يمثله في الدورة الـ94 لجوائز الأوسكار للتنافس في فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، والتي سيتم إعلان جوائزها في مارس/آذار المقبل.
وبحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، يشكك الفيلم في نسب أبناء الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، والذين تم إنجابهم عبر "نُطف مهربة" لآبائهم، الأمر الذي وصفه الفلسطينيون بـ"الخيال الهادف لتحقيق مكاسب فنية على حساب تضحيات الأسرى".
يسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة اسمها "أميرة"، وُلدت عبر نطفة مهربة، لوالدها القابع في سجن "مجدو" الإسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة، بأن هذه النطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، والذي قام باستبدال العينة قبل أن يتم تسليمها للعائلة.
وتم تصوير "أميرة" بشكل كامل في الأردن عام 2019، وهو للمخرج المصري محمد دياب، وإنتاج مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين.
اعتراض واحتجاجات
فيما رفضت وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينيةٌ الفيلم، الأربعاء، بوصفه "مسيئاً"، وطالبت الأردن بوقف بثه؛ لوجود "تداعيات خطيرة" ستنجم عن عرضه.
بينما قال وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، في بيان، إن "الفيلم يمس بشكل واضح، قضية هامة من قضايا شعبنا، ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقة- لا لبس فيها- إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية".
كما طالب أبو سيف وزارة الثقافة في الأردن والجهات الرسمية بأن تنظر بخطورة إلى "تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء "وفا".
فيما انتشرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى وقف عرض الفيلم، حيث كتب مغردون تحت وسم "#اسحبوا_فيلم_أميرة"، آلاف التغريدات المعارضة لقصة الفيلم، الذي يسعى الأردن من خلاله إلى دخول سباق المنافسة بجائزة الأوسكار العالمية.
كما دعا مغردون إلى وقفة احتجاجية، الخميس، أمام الهيئة الملكية للأفلام في الأردن؛ احتجاجاً على فيلم أميرة، وللمطالبة بإيقاف عرضه وسحبه من تمثيل الأردن في جائزة الأوسكار.
كما طالب المعترضون على الفيلم القائمين عليه بتقديم اعتذار للسجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على اعتبار أن رواية "أميرة" تسيء لأكثر من 100 طفل فلسطيني وُلدوا عن طريق تهريب النطف.