اجتمع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد مع نظيره الإيراني ومع الرئيس إبراهيم رئيسي خلال زيارة نادرة لطهران، الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، في تحرك دبلوماسي يهدف إلى تجاوز الخلافات القائمة منذ فترة طويلة وزيادة التعاون بين البلدين.
تأتي الزيارة بعد أيام من توقف محادثات فيينا بين طهران والقوى العالمية، أبدى بعدها مسؤولون غربيون استياءهم من مغالاة طهران في مطالبها من أجل إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
إيران تدعم أمن دول "الخليج"
قال رئيسي للشيخ طحنون، بحسب التلفزيون الإيراني، إن "تحسين العلاقات مع دول المنطقة من أولويات حكومتي، لذا نرحب بتحسين العلاقات مع الإمارات". وأضاف: "أمن دول المنطقة متداخل، وتدعم طهران أمن دول الخليج الفارسي".
حسب وكالة رويترز، تمتد العلاقات التجارية بين دبي وإيران لأكثر من قرن، ولطالما كانت الإمارة التي تبعد 150 كيلومتراً على الجانب الآخر من الخليج، واحدة من روابط إيران الرئيسية بالعالم الخارجي.
مع ذلك، يقف البلدان على طرفي نقيض من الحرب في اليمن. فالإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية وتدعم الحكومة المعترف بها دولياً ضد مقاتلي الحوثي المتحالفين مع طهران.
بينما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن الشيخ طحنون أعرب عن أمله بأن تكون الزيارة "نقطة تحول" في العلاقات الإيرانية الإماراتية. وقالت إن الرئيس الإيراني تلقى دعوة رسمية لزيارة الإمارات.
في وقت سابق بحث الشيخ طحنون، شقيق الحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية مع الأمين العام للمجلس الوطني للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
حوار مستمر بين دول المنطقة
نقل التلفزيون الإيراني عن شمخاني قوله: "لا يمكن أن يتحقق الاستقرار والأمن إلا من خلال الحوار المستمر والتعاون بين دول المنطقة". وأضاف أن "تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية هو الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية لطهران".
تابع شمخاني: "الجهود المشتركة ضرورية لإنهاء بعض الأزمات العسكرية والأمنية في المنطقة.. ويجب أن يحل الحوار محل النهج العسكري في حل النزاعات".
تريد دول الخليج العربية المجاورة لطهران وضع حد لسعيها للهيمنة على المنطقة، حيث تنافس السعودية في مد النفوذ من سوريا والعراق إلى اليمن والبحرين.
فيما اتخذت أبوظبي موقفاً متشدداً تجاه إيران بدعمها السريع لقرار واشنطن التخلي عن الاتفاق النووي قبل ثلاثة أعوام. ولكن في 2019، بدأت الإمارات التواصل مع طهران في أعقاب هجمات على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات وكذلك على البنية التحتية لقطاع الطاقة في السعودية.
بينما بدأت السعودية، القوة الإقليمية السُّنية، محادثات مباشرة مع طهران الشيعية في أبريل/نيسان وصفتها الرياض بأنها كانت "ودية" لكنها استكشافية إلى حد كبير.
أولويات دولة الإمارات
نسبت وسائل إعلام إيرانية للشيخ طحنون قوله خلال اجتماعه مع شمخاني إن "تطوير علاقات ودية وأخوية بين أبوظبي وطهران من أولويات دولة الإمارات".
قال محللون إن طهران لا تستطيع تحمُّل خسارة دبي كمنفذ تجاري، خاصة وأن العقوبات الأمريكية خفضت صادراتها النفطية بشكل كبير وزادت من تعقيد مشاركتها في التجارة الدولية.
في الشهر الماضي قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات: "نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل.. والانفتاح على جيراننا.. ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات".
كما قال قرقاش في تغريدة، الإثنين، إن زيارة الشيخ طحنون لطهران تأتي "استمراراً لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية".
أضاف: "تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة".