قال مسؤولون صحيون أمريكيون يوم الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول 2021 إن أوميكرون، متحور سلالة فيروس كورونا الجديدة، انتشر في نحو ثلث الولايات الأمريكية، لكن السلالة دلتا ما زالت تمثل أغلب إصابات كوفيد-19 مع زيادة عدد الحالات على مستوى البلاد.
رغم أن ظهور السلالة الجديدة أثار الانزعاج في أنحاء العالم، قال أنتوني فاوتشي كبير مسؤولي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة لقناة سي.إن.إن التلفزيونية: "حتى الآن لا يبدو أنها تسبب درجة خطيرة من حدة المرض". لكنه أضاف أنه من المبكر للغاية استخلاص نتائج محددة وإنه ما زالت هناك حاجة لمزيد من الدراسة.
رفع الحظر على المسافرين
قال فاوتشي، وهو كبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن، إنه يأمل أيضاً في أن ترفع الولايات المتحدة الحظر الذي فرضته على المسافرين من الجنوب الإفريقي في غضون "فترة معقولة من الوقت".
في سياق ذي صلة قال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهو الوكالة المعنية بالصحة العامة في الاتحاد الأوروبي، الخميس إن سلالة أوميكرون المتحورة قد تسبب أكثر من نصف إصابات كوفيد-19 في أوروبا خلال بضعة أشهر.
أضاف المركز في وثيقة: "بناء على نماذج حسابية أجراها المركز، هناك مؤشرات على أن أوميكرون قد يتسبب في أكثر من نصف إصابات سارس-كوف-2 في الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية في غضون أشهر قليلة".
قدرة سلالة دلتا
يمكن أن يدعم هذا التقدير المعلومات الأولية حول قابلية أوميكرون العالية جداً للانتقال، بما يفوق حتى قدرة السلالة دلتا والتي كانت تعتبر قبل ظهور أوميكرون أكثر سلالات فيروس كورونا الرئيسية قدرةً على الانتشار.
لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على مدى قابلية أوميكرون للانتقال، لكن رئيسة الفريق الفني لمرض كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف قالت الأربعاء إن المنظمة تتوقع الحصول على بيانات عن السلالة في غضون أيام.
تضم منطقة الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية الدول الأعضاء في التكتل وعددها 27 دولة، إضافة إلى آيسلندا وليختنشتاين والنرويج.
الحاجة لتعديل اللقاحات
في حين حثت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية الناس الجمعة على تفادي الذعر بعد ظهور سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا، قائلة إن من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كانت اللقاحات بحاجة لتعديلها.
فخلال مقابلة في مؤتمر رويترز نكست، قالت سوميا سواميناثان، إن التكهن بما إذا كان أوميكرون سيصبح السلالة المهيمنة في حكم المستحيل.
رسخ أوميكرون أقدامه في آسيا وإفريقيا والأمريكتين والشرق الأوسط وأوروبا ووصل إلى سبع من تسع مقاطعات في جنوب إفريقيا، التي اكتُشف فيها لأول مرة. وشددت حكومات كثيرة قيود السفر لإبعاد خطره.
قالت سواميناثان إن أوميكرون "سريع العدوى" مستندة إلى أن البيانات الواردة من جنوب إفريقيا تشير إلى زيادة الحالات للمثلين يومياً.
أضافت: "إلى أي مدى يمكن أن يصل شعورنا بالقلق؟ إننا بحاجة لأن نكون مستعدين ولأن نتوخى الحذر، وليس الذعر، لأننا في وضع مختلف عما كان عليه الحال قبل عام".
مضت قائلة إن النسخة المتحورة "دلتا مسؤولة عن 99% من الإصابات في العالم. هذه النسخة أشد قدرة على الانتقال والهيمنة لتصبح (النسخة) السائدة في أنحاء العالم. هذا (سيناريو) محتمل، لكن من غير الممكن التكهن بحدوثه".
غموض حول المتحور الجديد
لا يزال هناك قدر كبير من الغموض حول سلالة أوميكرون التي انتشرت في ما لا يقل عن 24 دولة، في الوقت الذي تعاني فيه أجزاء من أوروبا من ارتفاع حالات الإصابة بالمتحور السابق دلتا مع دخول فصل الشتاء.
قالت سواميناثان: "علينا الانتظار، ودعونا نأمل في أن يكون أكثر اعتدالاً.. لكن من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات حوله".
قال مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك رايان إنه لا يوجد دليل يدعم فكرة إدخال تعديلات على اللقاحات حتى تكون ملائمة لمقاومة أوميكرون.
قال رايان في مناسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "لدينا لقاحات فعالة جداً في الوقت الراهن. علينا التركيز على توزيعها بشكل أكثر إنصافاً. نحن بحاجة للتركيز على حصول الفئات الأشد عرضة للخطر على التطعيم".