حذَّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، من أن أي تحرُّك من جانب الصين لغزو تايوان "ربما يكون قراراً كارثياً"، لافتاً إلى أنه يأمل أن يفكر الزعماء، في بكين بتأنٍّ شديد في "عدم التسبب بأزمة".
فيما أضاف بلينكن، متحدثاً في مؤتمر "رويترز نكست"، أن الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالتأكد من أن تايوان لديها الوسائل للدفاع عن نفسها، وأن الصين تحاول منذ سنوات، تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان.
كما أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي، دانيال كريتنبرينك، الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول، أن الولايات المتحدة ملتزمة التزاماً راسخاً بمساعدة تايوان.
كريتنبرينك أضاف، في تصريحات للصحفيين من دولة سنغافورة خلال زيارته لجنوب شرقي آسيا: "وسط زيادة التهديد والضغط من جمهورية الصين الشعبية، أعتقد أننا نحتاج إلى الرد أيضاً بطريقة مناسبة"، مردفاً: "نعتزم الوفاء بالتزاماتنا وتعهداتنا الراسخة".
اختراقات متواصلة
كانت تايوان قد أعلنت، الأحد، اختراق 27 مقاتلة للجيش الصيني مجال "دفاعها الجوي".
كما انتهكت 93 طائرة صينية "منطقة الدفاع الجوي" التايوانية في 1 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفي الرابع من الشهر نفسه أعادت 52 طائرة للجيش الصيني الانتهاك.
يُذكر أن منطقة تحديد الهوية للدفاعات الجوية التايوانية شهدت زيادة غير مسبوقة في التدريبات العسكرية التي تقوم بها الصين. وتقول واشنطن إن هذه الأنشطة جزء مما تعتبره مضايقات عسكرية من جانب بكين.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام حكومية صينية بأن الرئيس شي جين بينغ عقد اجتماعاً استمر ثلاثة أيام واختُتم الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مع كبار القادة العسكريين في البلاد؛ لبحث كيفية تعزيز القوات المسلحة من خلال تنمية المواهب.
رغم أن قراءة التصريحات لم تشر بشكل مباشر إلى تايوان، فقد شدد "شي" على الحاجة إلى تحديث الجيش؛ من أجل التمكن من تحقيق الانتصار في الحروب.
توتر متبادل
يشار إلى أن العلاقات بين بكين وتايبيه تشهد توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين الجمهورية الصينية في الجزيرة.
بينما لا تعترف بكين باستقلال تايوان، وتعتبرها جزءاً من الأراضي الصينية، وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين، وفي المقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.
في هذا الإطار، تشكو تايوان منذ عام أو أكثر، من المهام المتكررة للقوات الجوية الصينية بالقرب من الجزيرة وغالباً في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي بالقرب من جزر براتاس التي تسيطر عليها تايوان.
جدير بالذكر أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تشهد توتراً مستمراً، تصاعد في السنوات الماضية، على خلفية قضايا عديدة، على رأسها جائحة فيروس كورونا، وموضوع هونغ كونغ، والخلافات التجارية، وقضية حقول الطاقة في بحر الصين الجنوبي، وملف تايوان، ومسألة حقوق الإنسان في الأراضي الصينية، خاصةً إقليم تركستان الشرقية ذاتي الحكم.