حملت نتائج الجولة الأولى من انتخابات حزب "الجمهوريين" الفرنسي التمهيدية لاختيار مرشحه في الانتخابات الرئاسية مفاجأةً صادمة؛ إذ احتل، إريك سيوتي، النائب الفرنسي من اليمين المتطرف، صدارةَ الترتيب في الجولة.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن سيوتي البالغ من العمر 56 عاماً، يريد إجراء استفتاء شعبي "لوقف الهجرة الجماعية" وإنشاء "سجن غوانتانامو فرنسي" لمواجهة الإرهاب.
كما أوضحت الصحيفة أن الصدمة حلَّت بعد انتقال إريك سيوتي، وهو سياسي من مدينة نيس معروف بآرائه المتطرفة حول الإسلام والهجرة، من خارج قائمة المرشحين إلى المركز الأول في تصويت الجولة الأولى الذي أجراه حزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الخميس.
فيما يتجه سيوتي الآن إلى جولة الإعادة ضد فاليري بيكريس، وزيرة ساركوزي السابقة التي تريد أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا.
إريك سيوتي معروف بمعاداته للإسلام
خلال الحملة التمهيدية، هيمن إريك سيوتي على المناظرات التليفزيونية بإيماءات التأييد لكثيرٍ من أفكار اليمين المتطرف الفرنسي وتعهُّدها بمحاربة ما أسمته بـ"محظورات الصوابية السياسية".
قال سيوتي إن نجاحه يرجع إلى نهجه الصريح و"الجَيَشان الشعبي المؤيد لبقاء فرنسا فرنسية"، وهي حملات تعكس الخطاب المناهض للهجرة الذي تروّجه الزعيمة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، والمحلل التلفزيوني اليميني المتطرف، إريك زمور، الذي أعلن مؤخراً ترشحه لمنصب الرئاسة.
أما بيكريس، البالغة من العمر 54 عاماً ورئيسة منطقة "إيل دو فرانس"، فقد عرَّفت تلخيصها لنفسها في ثلاثة أجزاء: "ثُلثين من أنغيلا ميركل وثُلث من مارجريت تاتشر"، وهو ما يعني حسب قولها أن تكون صارماً ومركِّزا على الاقتصاد وتحرص على بناء الإجماع في الوقت نفسه.
كما اشتهرت بيكريس بتحديها لاحتجاجات طويلة في الشوارع وتظاهرات جامعية من أجل المضي قدماً في إصلاحات ساركوزي في المراحل التعليمية العليا، وقد جادلت بأنها الوحيدة التي تتمتع بالقدرة والخبرة اللازمة للتغلب على إيمانويل ماكرون المنتمي إلى قوى الوسط.
كان يُنظر إلى بيكريس تقليدياً على أنها معتدلة ومؤيدة للانفتاح على أوروبا، إلا أنها شددت موقفها بشأن الهجرة والسياسات الأمنية مثل غيرها من المرشحين خلال السباق التمهيدي.
قالت بيكريس يوم الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول إنها حظيت بدعم الفرنسيين الباحثين عن "الاحترام والصدق والعمل"، وإنها ستمضي قدماً في "قطيعة صريحة" عن سياسات إيمانويل ماكرون التي "أضرَّت بفرنسا وبثَّت الانقسام فيها".
توحيد اليمين واستقطاب المتطرفين
جاءت نتائج الجولة الأولى متقاربة، فقد حصل كل من إريك سيوتي وفاليري بيكريس على ما يزيد قليلاً على 28 ألف صوت لكل منهما، مع حصول سيوتي على نسبة 25.59 %، وبيكريس على 25 % من الأصوات التي أدلى بها أعضاء الحزب.
شهدت الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين استدعاء ما يقرب من 140 ألف عضو للإدلاء بأصواتهم إلكترونياً. ومن المقرر أن تبدأ الجولة الأخيرة من التصويت يوم الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول، وتُعلن النتيجة بعد ظهر يوم السبت 4 ديسمبر/كانون الأول.
بعد إعلان نتائج الجولة الأولى، قال إريك سيوتي إنه الشخص الوحيد الذي يمكنه توحيد اليمين واستقطاب أصوات اليمين المتطرف. ونأى سيوتي بنفسه عن اتجاه يمين الوسط في الحزب، الذي شهد انتقال شخصيات بارزة إلى حكومة ماكرون.
"لا تحالف مع ماكرون"
كما قال سيوتي إنه لن يتحالف أبداً مع ماكرون ولن يصوِّت له، حتى لو كان البديل هو اليمين المتطرف. وأبدى سيوتي الحرص على عدم تنفير مؤيدي إريك زمور، الذي يجادل بأن الهجرة تدمر فرنسا وهو مدان بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية.
أضاف إريك سيوتي أنه لو اضطر للاختيار بين ماكرون أو زمور، فإنه سيصوّت لزمور. وأوضح أن زمور أجرى "تحليلاً بليغاً" لدولة فرنسا.
مع ذلك، أضاف سيوتي أنه هو القادر على جلب مزيدٍ من "الأمل بالتجديد" لفرنسا. وقال إن نموذجه في الترشح هو حملة ساركوزي الناجحة في عام 2007، عندما تخلى كثير من الناخبين عن اليمين المتطرف للتصويت للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
من جانب آخر، كتب زمور في تغريدة: "عزيزي إريك، أنا سعيد برؤية أفكارنا يشاركها أعضاء الحزب الجمهوري على نطاق واسع".