قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الرجل الذي يُشتبه أن يكون هو "زودياك السفاح"، عاش حياة ثانية في بلدة صغيرة بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بوصفه زعيم عصابة على شاكلة شخصية فاغن (زعيم عصابة إجرامية من الصبية الصغار)، في رواية أوليفر تويست، تزعّم خلالها عصابة من المجرمين الصغار الذين دربهم ليكونوا "آلات قتل"، وذلك حسبما أوضح المحققون.
فيما يُعرف عن "زودياك السفاح" أنه أحد أسوأ القتلة المتسلسلين الأمريكيين، وقد أرعب مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية في ستينيات القرن الماضي بعد تنفيذ خمس عمليات اغتيال، واستهزأ بالسلطات والصحافة بسلسلة من الألغاز.
هذه القضية ظّلت لغزاً مُحيراً للكثيرين، ولم تُحل بشكل نهائي حتى الآن، رغم تواصل القاتل بنفسه مع الشرطة والصحافة أثناء ارتكابه للجرائم.
في وقت سابق من هذا العام، قال فريق مكون من 40 محققاً هاوياً، يعرفون بـCase Breakers، إنهم حددوا هوية "زودياك السفاح"، وقالوا إنه الراحل غاري فرانسيس بوست، وهو ضابط قوات جوية أمريكي متقاعد، وتمكن هذا الفريق من الوصول إلى هويته عن طريق تشابه الصور مع رسم تخطيطي للشرطة يعود إلى عام 1969، يُظهر ندبات على الجبهة، وفك شفرة العبارات المقلوبة المرسلة إلى صحيفة San Francisco Chronicle، التي يُقال إنها تكشف عن اسمه.
عمليات اغتيال وحشية
كما يدّعي هذا الفريق الآن أنه بعد ارتكاب "بوست" عمليات الاغتيال الوحشية، عاش حياة غريبة مزدوجة في بلدة غروفلاند الصغيرة الواقعة بالقرب من السلسلة الجبلية سييرا نيفادا.
من جهتها، أكدت صحيفة The New York Post أن هذا القاتل المتسلسل تزوج من امرأة من السكان المحليين، وصار مشهوراً بين السكان وعُرف بينهم بأنه عامل. بل في تطور آخر لقصته، يقال إن بوست دهن حوائط منزل أم الممثل الأمريكي كلينت إيستوود، وذلك حسبما علمت صحيفة The New York post من أحد المصادر. إذ إن قصة فيلم Dirty Harry إنتاج عام 1971، من بطولة أسطورة هوليوود كلينت إيستوود، اعتمدت على عمليات القتل التي ارتكبها زودياك السفاح.
في حين يؤكد فريق Case Breakers، الذي يتكون من ضباط شرطة سابقين ومحللين وأكاديميين ومسؤولين عسكريين سابقين، أن بوست بدأ تجنيد شباب في أواخر العقد الثاني من عمرهم وفي مطلع العقد الثالث، ليكونوا أفراد عصابته الإجرامية الخاصة التي عُرفت باسم Posse.
بدوره، لفت توماس جيه كولبيرت، الذي يدير فريق التحقيق، إلى أن بوست كان يصطحبهم إلى أعماق الجبال ويعلمهم طريقة "التنزه والقتل".
أشهر قاتل متسلسل في تاريخ أمريكا
كولبيرت أضاف: "لقد علمهم كيفية تحويل أي قنبلة أنبوبية إلى قنبلة يمكنها تفجير المنازل. إذا انتقل ضباط شرطة جدد إلى البلدة، كان يجعل [عصابة Posse] يلقون الحجارة على نوافذهم لإجبارهم على الخروج من البلدة. وكان متورطاً في إعارة البنادق إلى المنتحرين في البلدة".
أيضاً نوه إلى أن بوست استطاع كذلك صيد دببة عن طريق جذبها بخطاطيف سمك السلمون التي وضع عليها اللحم، وأنه كان يضحك بينما يراقبها وهي تنزف حتى الموت، مؤكداً أن أحد أعضاء عصابة Posse، يسمي نفسه ويل، هرب من مدينة غروفلاند في عام 2010 بعد أن رأى الرسوم التخطيطية لزودياك السفاح وواجه بوست بها.
هذا الرجل الذي هرب أخبر إحدى المحطات التلفزيونية في مقاطعة سانتا كروز بشأن بوست، وأجرى مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI لقاءات معه.
بينما لا يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي يرفض التعليق على تلك القضية، مشيراً إلى أنها لا تزال مفتوحة.
فيما علمت صحيفة The Union Democrat من بيل بولي، مأمور مقاطعة تولومن، خلال الشهر الماضي، أن الشرطة المحلية كانت على علم ببوست، الذي يعد القاتل المتسلسل الأشهر في تاريخ أمريكا، لكنها لم تأخذ مزاعم فريق Case Breakers على محمل الجد.
ونوّه كولبيرت إلى أن حياة بوست اتخذت منعطفاً مظلماً عندما كان يخدم في القوات الجوية في سن العشرين. وبعد النجاة من حادث وقع بسبب قيادة السيارة في حالة سُكر، وكان هو أحد ركاب السيارة، ابتُعث بوست إلى محطة إذاعية في غرينلاند، في واحد من المواقع الأكثر عزلة في الجيش. وعاد الرجل منها شخصاً آخر.
أما في عام 2016، فقد أُودع بوست السجن لمدة قصيرة بعد أن دفع زوجته، البالغة من العمر 74 عاماً، من أعلى الدرج، وذلك قبل أن يودع في جناح الأمراض النفسية. وبعد وفاته في 2018 بسبب تعفن الدم والخرف الوعائي، نُثر رفاته في سلاسل سييرا الجبلية.