باتت تل أبيب تحتل المرتبة الأولى في قائمة أغلى مدينة في العالم في عام 2021، متقدمة على كل من باريس وسنغافورة وهونغ كونغ، التي كانت تتصدر القائمة خلال السنوات الماضية، حسب ما كشفته دراسة سنوية نشرتها الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول، مجلة "the economist" البريطانية.
الدراسة أوضحت أن العاصمة السورية دمشق حافظت على موقعها في أسفل الترتيب بوصفها المدينة الأرخص في العالم بالنسبة للدولار.
فيما أشارت الدراسة إلى أنّ مشاكل سلاسل التوريد التي عانى منها العالم في الفترة الأخيرة بسبب جائحة فيروس كورونا أدّت إلى ارتفاع الأسعار بقوّة في الكثير من مدن العالم.
تل أبيب أغلى مدينة في العالم
أرفقت المجلة الاقتصادية البريطانية دراستها ببيان قالت فيه إنّ "تلّ أبيب، التي احتلّت المركز الخامس العام الماضي، أصبحت أغلى مدينة في العالم" للمرة الأولى في تاريخها، في تطوّر عزته إلى "قوة العملة الإسرائيلية، الشيكل، في مقابل الدولار، لأنّ المؤشر يعتمد الأسعار في نيويورك كأساس للمقارنة".
كما أوضحت الدراسة أنّه "بعد أن تقاسمت باريس المركز الأول مع زيوريخ وهونغ كونغ في 2020" تراجعت العاصمة الفرنسية هذا العام إلى المركز الثاني الذي تقاسمته مناصفة مع سنغافورة.
فيما لفتت الدراسة حول أغلى مدينة في العالم إلى أنّ الزيادة التي سجّلت في الأسعار هذا العام هي الأسرع منذ خمس سنوات، إذ بلغت نسبتها 3.5%.
بينما أوضحت ذي إيكونوميست أنّ "مشاكل سلاسل التوريد ساهمت في ارتفاع الأسعار، إذ لا يزال كوفيد-19 والقيود الاجتماعية تثقل كاهل الإنتاج والتجارة في جميع أنحاء العالم".
عاصمة عربية تصنف أرخص مدينة
حسب المجلة البريطانية، فإن دمشق احتفظت بمكانتها في أسفل القائمة كأرخص مدينة في العالم، وذلك بسبب انهيار الليرة السورية أمام الدولار، وبالتالي انهيار الأسعار فيها بالنسبة للعملة الخضراء، واستمرار النزاع في تدمير اقتصاد البلاد.
إذ تعاني العاصمة السورية من معدّلات تضخّم مرتفعة للغاية على غرار ما تفعل كراكاس وبوينس آيريس وطهران.
بينما سجّلت العاصمة الإيرانية أقوى قفزة في الترتيب إذ ارتفعت من المركز 79 في العام الماضي إلى المركز 29 هذا العام، وذلك خصوصاً بسبب العقوبات الأمريكية التي أدّت إلى شحّ في البضائع وزيادة في الأسعار.
قالت الدراسة إنّه "بشكل عام، فإنّ قمّة ترتيب أغلى مدينة في العالم لا تزال تهيمن عليها المدن الأوروبية والمدن الآسيوية المتقدّمة، بينما تحافظ المدن الأمريكية الشمالية والصينية على أسعار معتدلة نسبياً".
تتركّز أرخص المدن بالنسبة إلى العملة الخضراء في الشرق الأوسط وإفريقيا والمناطق الفقيرة من آسيا.
ارتفاع تكلفة المعيشة العام المقبل
وفقاً للدراسة فقد سجّلت أسعار النقل ارتفاعات ضخمة مدفوعة بارتفاع أسعار المحروقات، كما سجّلت أسعار التبغ والترفيه ارتفاعات حادّة بدورها.
قالت أوباناسا دوت التي أشرفت على الدراسة إنّه "خلال العام المقبل نتوقّع أن ترتفع تكلفة المعيشة أكثر في الكثير من المدن مع ارتفاع الأجور في قطاعات عدّة".
أضافت "مع ذلك، نتوقّع أن ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة الرئيسية بحذر للحدّ من التضخّم، وبالتالي ينبغي أن تبدأ زيادات الأسعار في التباطؤ".
يصنّف "مؤشّر تكلفة المعيشة العالمي" الذي تنشره ذي إيكونوميست سنوياً الأسعار في 173 مدينة بناءً على سلّة تضمّ أكثر من 200 منتج وخدمة.