كشفت صحيفة Haaretz الإسرائيلية أن مصر وقطر اتفقتا الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 على آلية لدفع رواتب موظفي القطاع العام في قطاع غزة المحاصر بعد سبعة أشهر من تجميدها نقلاً عن موقع Middle East Eye البريطاني.
بحسب المصادر التي أطلعت الصحيفة الإسرائيلية على نتائج المحادثات بين قطر وإسرائيل ومصر وحركة حماس، بدأ الاتفاق "يتبلور" في نوفمبر/تشرين الثاني.
إذ قالت الصحيفة الإسرائيلية هناك اتفاق جديد سيسمح لقطر بتوفير الأموال لموظفي حكومة حماس بطريق غير مباشر عن طريق شراء الوقود من مصر ثم إرساله إلى حماس عبر معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة، وستدفع حركة حماس من أرباح بيعه رواتب موظفي الحكومة ويُقدَّر حجم الرواتب بنحو 10 ملايين دولار في الشهر.
وأضافت صحيفة Haaretz: "رسمياً، تؤكد إسرائيل أنها ليست طرفاً في الاتفاق المبرم بين قطر ومصر وحماس، وبالتالي ترفض التعليق عليه"، وأضاف التقرير: "ولكن في الواقع، وفقاً لأشخاص مطلعين، فشحنات الوقود -التي من المقرر أن تبدأ قريباً- لن تكون ممكنة دون موافقة ضمنية من إسرائيل".
دعم قطري لقطاع غزة المحاصر
تقدم قطر مئات الملايين من الدولارات لعائلات غزة الفقيرة، قُدرت بحوالي 30 مليون دولار شهرياً، منذ مسيرة العودة الكبرى عام 2018 وكانت هذه الأموال أحد مصادر الاستقرار الرئيسية في القطاع الفقير الذي ارتفعت به نسبة البطالة إلى 75%، وفقاً لما سبق وقاله مسؤول في وزارة الاقتصاد في غزة لموقع Middle East Eye.
كما منعت إسرائيل، في أعقاب هجومها الأخير على غزة في مايو/أيار، الرواتب لعدة أشهر، حيث اشترطت ضمان آليات لدخول المساعدات إلى غزة حتى لا تصل إلى حماس، ولكن في أغسطس/آب، توصلت قطر وإسرائيل إلى اتفاق لاستئناف أموال المساعدات المقدمة لآلاف العائلات في غزة.
اتفاقية إعادة إعمار غزة
وفي وقت سابق كشفت قالت وزارة الخارجية القطرية إن قطر ومصر وقعتا اتفاقيات لتوريد وقود ومواد بناء أساسية لقطاع غزة، الذي يعاني من حصار مستمر منذ أكثر من 9 أعوام، فيما ازداد معاناة سكانه بشكل كبير مع جائحة كورونا والعدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/أيار 2021.
في بيان للوزارة أشارت فيه إلى أن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي أعلن خلاله عن ذلك الاجتماع الوزاري للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية للفلسطينيين في العاصمة النرويجية أوسلو.
جاء في البيان أن المريخي أكد خلال الاجتماع "أن هذه الجهود التعاونية المشتركة من شأنها أن تسهم في تحسين الظروف المعيشية (في القطاع(".
غزة المحاصرة
وبحسب بيانات الحكومة في غزة، فإن المواجهة التي اندلعت في غزة لمدة 11 يوماً في مايو/أيار 2021، أسفرت عن تدمير نحو 2200 منزل وألحقت أضراراً بنحو 37 ألف منزل آخر.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن 250 شخصاً، منهم 66 طفلاً، قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن 13 شخصاً، بينهم طفلان، قتلوا في إسرائيل جراء الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية.
وبعد وقف إطلاق النار في 21 مايو/أيار، بوساطة مصرية، بات الحصول على أموال ومواد إعادة الإعمار مطلباً رئيسياً في قطاع غزة، بينما تحد إسرائيل من دخول مواد البناء إلى القطاع قائلة إن حماس تستخدمها لصنع أسلحة.
لكن في أعقاب اتفاق مع الأمم المتحدة وقطر، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات مالية قطرية إلى غزة، ولكن بشكل مجتزأ وغير ثابت.
ويقدر مسؤولون في غزة أن تصل تكلفة إعادة بناء المنازل والبنية التحتية التي تضررت في القتال إلى 479 مليون دولار. وتعهدت كل من قطر ومصر بتقديم 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة.