قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر جنرالاً كبيراً بإجراء مراجعة لضربة وقعت عام 2019 في سوريا، تسببت في سقوط ضحايا مدنيين.
المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أوضح للصحفيين أن الجنرال مايكل جاريت، قائد قيادة قوات الجيش الأمريكي، سيكون أمامه 90 يوماً لإنجاز المراجعة بشأن سقوط القتلى المدنيين.
فقد كانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت هذا الشهر أن الضربة الأمريكية في باغوز بسوريا أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 64 طفلاً وامرأة، خلال المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
"دفاع مشروع عن النفس"!
بينما دافعت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" (CENTCOM)، منتصف الشهر الجاري، عن الغارة الجوية التي نُفذت في سوريا بتاريخ 18 مارس/آذار 2019، في منطقة الباغوز، وقُتل فيها مدنيون.
أصدرت "سنتكوم" بياناً مفصلاً بشأن الغارة، وأعلنت أن تحقيقاً خلص إلى أنها "دفاع مشروع عن النفس"، وأن خطوات ملائمة اتُّخذت لاستبعاد فرضية وجود مدنيين.
كما أضافت أن تحقيقاً فُتح بعدما رجَّح تقرير عسكري مقتل مدنيين في الغارة، وأن التحقيق خلص إلى مقتل 16 عنصراً من تنظيم الدولة، إضافة إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل.
بيل أوربان، المتحدث باسم "سنتكوم"، قال: "لقد أعددنا تقريراً داخلياً بالغارة وأجرينا تحقيقاً فيها وفق ما لدينا من أدلة، ونتحمل كامل المسؤولية عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح".
أضاف أن التحقيق لم يتمكن من تحديد حالة أكثر من 60 ضحية أخرى بشكل قاطع، وأن بعض النساء والأطفال في سوريا -سواء بناء على العقيدة أو على خيارهم الشخصي- قرروا حمل السلاح في هذه المعركة، وبالتالي لا يمكن أبداً تصنيفهم مدنيين.
تحقيق ورّط القوات الأمريكية
نشرت صحيفة "New york times" الأمريكية نتائج تحقيق أجرته، أظهر أن قوة أمريكية خاصة عاملة في سوريا -كانت تخفي أحياناً وقائع عن شركائها العسكريين حفاظاً على السرية- ألقت 3 قنابل على مجموعة مدنيين قرب معقل لتنظيم الدولة في بلدة الباغوز، ما أدى إلى مقتل العشرات، أغلبيتهم نساء وأطفال.
بحسب تقرير الصحيفة قال مسؤول قضائي أمريكي إن الغارة قد ترقى إلى "جريمة حرب"، وإنه "تقريباً في كل خطوة اتخذ الجيش تدابير للتعتيم على هذه الغارة الكارثية".
بالاستناد إلى وثائق سرية ومقابلات أجرتها مع مسؤولين وعناصر كانوا منخرطين في هذه العملية مباشرة، وجدت "نيويورك تايمز" أن الضربة كانت "واحدة من أكبر" الهجمات التي "أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين في الحرب ضد تنظيم الدولة"، رغم عدم اعتراف الجيش الأمريكي بها علناً.
حسب تقرير الصحيفة، فقد تم التقليل من أعداد القتلى وتأخير التقارير والتخفيف من حدتها وإضفاء طابع السرية عليها، وأقدم التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تجريف موقع الغارة، ولم يتم إبلاغ القيادات العليا.
أضاف التقرير أن نتائج التحقيق التي توصل إليها المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية حُذفت منها أي إشارة إلى الغارة.