لم يخفِ الحسين عموتة، المدير الفني لمنتخب المغرب لكرة القدم، طموحه الكبير في المنافسة على لقب البطولة العربية للمنتخبات، التي تنطلق يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر إلى غاية 18 من ديسمبر/كانون الأول 2021 على الملاعب القطرية.
واعتبر المتحدث في حوار أجراه "عربي بوست" أن جميع لاعبيه وأفراد طاقمه الفني والاتحاد المغربي يحدوهم طموح قوي لبلوغ المباراة النهائية، والمنافسة على الكأس.
ورفض المدير الفني لـ"أسود الأطلس" الحديث عن منتخبات ضعيفة ستحضر البطولة العربية، واصفاً جميع المباريات، التي ستقام في البطولة، بـ"داربيات عربية قوية" تتميز بالحماس والاندفاع البدني، مشيراً إلى أن المواكبة الإعلامية الهائلة، التي سيحظى بها "المونديال العربي"، على اعتباره "بروفة" لنهائيات كأس العالم، ستشكل حافزاً قوياً للاعبيه من أجل إخراج كل ما في جعبهم للتألق ولفت الأنظار إليهم، معبراً عن عدم تخوفه من المنتخبات التي تشارك بلاعبيها الأساسيين، كاشفا في الوقت ذاته عن أهم المعايير، التي دعته لاختيار لاعبي قائمة المنتخب المغربي النهائية دون غيرهم، لا سيما بعض اللاعبين الذين توج معهم بكأس إفريقيا للاعبين المحليين الأخير.
هناك تضارب في تصريحات المحللين الفنيين، حول قدرة المنتخب المغربي "الرديف"، على التألق في كأس العرب، كيف ترى حظوظكم في البطولة؟
من الطبيعي جداً أن نطمح إلى الذهاب بعيداً في هذه المنافسات. لدينا طموح قوي داخل المجموعة في التألق والسير إلى أبعد نقطة ممكنة، وبلوغ المباراة النهائية، فلا أخفيكم سراً، أننا ندخل كل بطولة نشارك في فعالياتها بهدف واحد، هو المنافسة بقوة على التتويج باللقب، بغض النظر عن المنتخبات المشاركة، وهذا ما تعودنا عليه، سواء لاعبون وأعضاء الطاقم الفني فضلاً عن الاتحاد المغربي لكرة القدم. هناك إرادة شخصية قوية لتقديم مستوى يشرف الكرة المغربية في هذا المحفل العربي، لدينا رغبة كبيرة في ترك انطباع جيد عن منتخبنا وهذا لن يتأتى سوى ببلوغ مراحل متقدمة من "المونديال العربي".
ألا تعتقد أن طموحكم قد يصطدم بمنتخبات قوية، المعززة بلاعبين محترفين من الصنف الأول، بينما تشاركون بالمنتخب الرديف؟
نعلم جيداً أن بعض المنتخبات ستحضر بمنتخباتها الأولى، التي تخوض بها التصفيات الإفريقية والآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2022، وهو أمر ايجابي بالنسبة لنا، لأننا سنضع أنفسنا أمام محك حقيقي، لقياس مدى قوة لاعبينا واستعدادهم لهذه البطولة، كما تشكل البطولة فرصة ذهبية لرفع التحدي، وسيحاول اللاعبون إثبات أحقيتهم بنيل فرصتهم في الانضمام للمنتخب الوطني المغربي الأول المقبل على المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا مطلع العام المقبل بالكاميرون.
لقد تعودنا داخل المنتخب الوطني ألا نعبأ كثيراً بالمنتخبات المنافسة، بل نركز على عطائنا ومردودنا داخل الملعب، لأننا نثق في مؤهلاتها ونؤمن بقدرتنا على مواجهة المنتخبات المشاركة، سواء كانت حاضرة بلاعبيها الأساسيين أو بعض منهم أو تعتمد مثلنا على منتخب "رديف"، طموحنا لا يتغير بتغير المنافسين، ونأمل في أن نكون عند مستوى تطلعات الجماهير المغربية التي تنتظر منا الكثير خلال البطولة العربية.
وضعتكم القرعة في المجموعة الثالثة إلى جانب السعودية والأردن وفلسطين، كيف تقيّم قوة هذه المجموعة، وهل سيكون المرور للدور الموالي ميسراً بالنسبة إلى المغرب؟
لا توجد مجموعة سهلة وأخرى صعبة في البطولة العربية، المباريات كلها تتسم بالندية والحماس، الذي يميز دائماً المباريات الكروية بين المنتخبات العربية، سواء المنتمية إلى إفريقيا أو آسيا. فبالنسبة إليّ، كل المباريات صعبة وهي عبارة عن "دربيات" عربية، سمعت البعض يتحدث عن سهولة مباراتنا الأولى أمام المنتخب الفلسطيني، وهذا خطأ، فكل من يستصغر منافسيه مآله الفشل المحتوم، فالمستوى الذي ستقدمه على أرضية الملعب، هو ما سيحدد صعوبة أو سهولة المباريات، وأهم من يقول مثلاً إن مباراة المنتخب الفلسطيني ستكون سهلة، خاصة أن الندية والقوة والحماسة عادة ما تكون حاضرة بين المنتخبات العربية، لأن جميع المنتخبات المشاركة تملك طموحاً كبيراً للتألق في المنافسات العربية ورفع الكأس، خاصة أنها ستجرى لأول مرة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتقام على الملاعب نفسها التي ستجرى عليها مباريات كأس العالم المقبل، ما يعني أن جميع المباريات ستكون صعبة، وعلينا التركيز كثيراً والحضور ذهنياً وبدنياً بقوة في المباريات، لأن التفاوت على الورق لا يعني لي أي شيء، فالتفاوت الحقيقي يكون على الميدان، والملعب هو الفيصل بين جميع المنتخبات المشاركة، وأتمنى أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
ما الذي يمكن أن تستفيده الكرة المغربية من مشاركتها بالمنتخب "الرديف" في البطولة العربية؟
الاستفادة ستكون كبيرة جداً بكل تأكيد، وعلى مختلف المستويات، فعلى المستوى الفني، سنقف على آخر المستجدات في نهج اللعب والتكتيك الذي ستقدمه المنتخبات، خاصة التي تشارك بمنتخباتها الأساسية، مع اختلاف المدارس الكروية بين شمال إفريقيا والخليج العربي، خاصة التي تعتمد التشكيلة الأساسية للمنتخب الأول، التي شاركت في تصفيات كأس العالم، ما سيعود بالكثير من النفع، كما أن المواكبة الإعلامية الكبيرة، التي ستحظى بها البطولة العربية، ستشكل فرصة ثمينة أمام اللاعبين لإظهار قدراتهم ومؤهلاتهم الفنية والبدنية، وقد تكون بوابتهم نحو الاحتراف في دوريات خارجية، لاسيما بالنسبة للاعبين المنتمين للدوري المغربي، فالبطولة العربية هذه السنة، ستشهد تتبعاً إعلامياً دولياً غير مسبوق، لأن جميع القنوات العالمية ستتابع البطولة العربية على اعتبارها "بروفة" لما سيكون عليه شكل المباريات والتنظيم في كأس العالم، فمع كل هذه العوامل فهدفنا الأساسي من المشاركة، يبقى هو الحضور بقوة في المباريات وإثبات الفعالية الهجومية للاعبين، والتركيز على عدم ارتكاب أخطاء دفاعية وخلق التوازن، للذهاب بعيداً في البطولة.
شهدت قائمة لاعبي المنتخب المغربي تغييرات مقارنة مع القائمة التي توجت برفقتها بكأس إفريقيا للاعبين المحليين بالكاميرون، ما سبب ذلك؟
انتقاء اللائحة النهائية للاعبين، الذين أعتمد عليهم في البطولة العربية لم يكن سهلاً، لكنني وضعت أمامي مجموعة من المعايير للحسم في هوية اللاعبين الذين اصطحبتهم معي إلى قطر، من أهمها، التوفر على التجربة في خوض منافسات الخارجية مع المنتخبات الوطنية أو مع الأندية في دوري الأبطال أو كأس الاتحاد الإفريقيين، ثم الجاهزية البدنية المتعلقة بوزن اللاعب ونسبة الدهون في جسمه، وعدد المباريات التي خاضها الموسم الجاري، فضلاً عن التكامل في التشكيلة والتجانس بين اللاعبين، سيما بعد خوضهم لمجموعة من المباريات الإعدادية، أمام منتخبات إفريقية واخرى آسيوية، وقفت خلالها على مجموعة من النقاط تهم اللاعبين، بالرغم من أن المنتخبات التي واجهناها لم تكن تتوفر على مستوى كبير، لكنها كانت كافية لكشف مجموعة من النقاط، فضلاً عن اختياري لمجموعة من اللاعبين يتقنون اللعب في أكثر من مركز، من أجل الاستفادة من خدماتهم خلال البطولة، وأتمنى في نهاية المطاف أن لا تكون اختياراتي جانبت الصواب، لأن أشياء بسيطة فقط رجحت كفة لاعبين على كفة آخرين لم يحضروا في القائمة النهائية، لأن اللاعبين الذين كانوا مرشحين للانضمام إلينا لا يقلون عن الذين حضروا بالفعل، هي تفاصيل صغيرة جداً حسمت الموضوع.