أفضت دراسة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بطلبٍ من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مارس/آذار 2021، إلى إعلان البنتاغون، الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عدم وجود حاجة إلى إجراء تغييرات رئيسية في تمركز قوات الجيش الأمريكي حول العالم، لكنها تستعد لإحداث تعديلات على مستوى الشرق الأوسط وآسيا، وذلك وفق ما نقلته وكالة The Associated Press الأمريكية.
حسب تقرير لمجلة Newsweek الامريكية، الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فإنه على الرغم من هذه الدراسة فإن مسؤولي البانتاغون سوف يواصلون تحليل القوات الضرورية في الشرق الأوسط، بجانب تعديل القوات في آسيا وحول منطقة المحيط الهادئ.
مراجعة استراتيجية الأمن القومي
تأتي هذه الدراسة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في شهر أغسطس/آب، بينما تواجه إدارة بايدن مخاوف معقدة تتعلق بنفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إضافة إلى أفعال روسيا في أوروبا، ولا سيما المسألة المقلقة المتعلقة بأوكرانيا.
تعد هذه الدراسة الأولى من عدد من التقييمات المخططة لأولويات الدفاع الخاصة بالإدارة الأمريكية الحالية، وكذلك السياسات المحيطة بها.
تضمن الدراسات المخططة استعراضاً للقوات النووية الحالية واستعراضاً للسياسات التي تتوافق مع استخدامها المحتمل، ويُنتظر أن تُختتم في مطلع عام 2022.
فيما تشير تقارير كذلك إلى أن البنتاغون تعمل على مراجعة استراتيجية الدفاع القومي، وإطار العمل الخاص بسياسات الدفاع بما في ذلك دور الأسلحة النووية، وتحديث القوات المسلحة للبلاد، والتهديدات السيبرانية، والتحالفات الدولية.
في شهر سبتمبر/أيلول، أعلنت الولايات المتحدة شراكة مع بريطانيا وأستراليا لتطوير تنسيق الدفاع والأمن والجهود الدبلوماسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إضافة إلى حصول أستراليا على غواصات تعمل بالدفع النووي من الولايات المتحدة وبريطانيا، وهي خطوة ارتأى كثيرون أنها اتُّخذت مع وضع الصين على وجه التحديد في حسبان هذه الدول.
الصين وإيران
في هذا السياق، قال مسؤول تحدث مع صحفيين قبل صدور التقرير بشرط عدم الكشف عن هويته، إن عديداً من التعديلات الأخرى على تموقع القوات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يجري العمل عليها، لكنها تتطلب مزيداً من المحادثات والتوافق مع الحكومات الأجنبية.
إلى جانب الصين، تجسد إيران تحدياً آخر، يتضمن العراق وسوريا، مما يصعّب تخصيص قوات أمريكية أخرى في مناطق أخرى من العالم.
مع وضع الصين في الحسبان، تخطط البنتاغون لإدخال تحسينات بنية تحتية في بعض مناطق المحيط الهادئ، بما في ذلك غوام، ويُتوقع كذلك أن تزيد الولايات المتحدة من عمليات نشر القوات التناوبية في أستراليا.
حددت دراسة أوستن، التي تُعرف بمراجعة الموقف العالمي، أن تحدث مرحلة تعديلات تمركز القوات الأمريكية في العامين إلى الثلاثة الأعوام القادمة، وذلك وفقاً لمسؤول كبير أطلع الصحفيين على النتائج.
كان أوستن قد أعلن في شهر أبريل/نيسان عن خطط توسع وجود الجيش الأمريكي في ألمانيا
بـ500 فرد، وأعلن كذلك إيقاف مخطط الخفض الكبير في أعداد القوات، الذي أمرت به إدارة ترامب.
إبان إعلان أوستن، كان المسؤولون الأمريكيون والأوربيون يعربون عن قلقهم من احتشاد القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا. صحيح أن تلك الأزمة قد انحسرت، لكن الأسابيع الأخيرة شهدت عودتها في خضم القلق من احتمالية أن تخطط موسكو لتوغل عسكري داخل أوكرانيا.