أعلنت شركة "أجنحة الشام" السورية للطيران، السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إقلاع أول رحلة مباشرة بين دمشق وأبوظبي، وذلك بعد استئناف رحلاتها إلى إمارتَي الشارقة ودبي والتي كانت توقفت إثر جائحة كورونا.
من جهته، قال حمدي خلف، المدير التجاري في شركة "أجنحة الشام"، إن تشغيل محطة أبوظبي "خطوة أولى"، ستتبعها خطوات أخرى للتعاون في مجال الرحلات الجوية مع البلدان الأخرى، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا".
خلف أشار إلى أنه ستكون هناك رحلة جوية قريبة إلى باكستان، ورحلة إضافية بين حلب والشارقة لتصبح رحلتين أسبوعياً.
بدوره، أكد أسامة ساطع، مدير التطوير والعلاقات العامة بالشركة، أن تلك الخطوة تأتي في إطار توسع الشركة في شبكة محطاتها الخارجية والوصول إلى العاصمة أبوظبي تلبيةً لاحتياجات مسافريها ولتنشيط حركة النقل الجوي والتجاري بشكل عام بين البلدين.
خط مباشر بين دمشق وأبوظبي
فيما لفت ساطع إلى أهمية فتح خط مباشر بين دمشق وأبوظبي لجهة تطوير وتعزيز التبادل التجاري والثقافي والسياحي، على حد قوله.
كانت شركة "أجنحة الشام" قد أعلنت في يونيو/حزيران الماضي، عودة رحلاتها المباشرة من دمشق إلى دولة الإمارات بعد توقفها إثر تفشي فيروس كورونا المستجد، وتسيّر حالياً رحلات إلى إمارة الشارقة من مطار دمشق الدولي ومطار حلب.
كان الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، قد التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في العاصمة دمشق، الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وذلك في مؤشر جديد على تحسن متزايد في العلاقات بين البلدين.
خلال هذا اللقاء الأول من نوعه، جرى بحث العلاقات الثنائية بين الإمارات وسوريا، و"تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، خصوصاً في القطاعات الحيوية؛ من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية بهذه القطاعات"، بحسب الوكالة السورية الرسمية.
كما تناول النقاش "الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، وتم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية؛ من أجل تحقيق تطلعات شعوبها وبإرادتهم بعيداً عن أي تدخلات خارجية"، وفق المصدر ذاته.
أول دولة عربية تُطبع علاقاتها مع الأسد
تعدّ الإمارات أول دولة عربية تُطبع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد؛ ففي 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعادت أبوظبي فتح سفارتها في دمشق، بعد إغلاق دامَ 7 سنوات عقب اندلاع الثورة السورية.
يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، وتحديداً منذ يوليو/تموز الماضي، تسارعت خطوات التطبيع العربي مع النظام السوري، لاسيما من قبل الأردن والإمارات ومصر، متمثلة في لقاءات متبادلة، واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.
كذلك أعرب وزير الخارجية الإماراتي، في مارس/آذار الماضي، عن تمسكه بـ"عودة سوريا لمحيطها العربي"، وذلك في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره سيرغي لافروف. وفي الـ27 من الشهر ذاته، بحث ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، دعم الأخير في أزمة "كورونا".
بينما لا يزال تطور التطبيع العربي مع النظام السوري، وفق مراقبين، أمامه اختبار صعب في مارس/آذار 2022، مع عقد القمة العربية المقررة بالجزائر، وسط "خلاف عربي" معلن بشأن رفع تعليق العضوية الذي تم في 2011، رداً على جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري.