قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو، للمهاجرين الذين تقطَّعت بهم السبل على الحدود مع بولندا، الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن بلاده ستساعدهم على العودة إلى ديارهم إذا رغبوا في ذلك، لكنها لن تجبرهم.
ما زال آلاف من المهاجرين عالقين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي فيما يصفه التكتل بأزمة أثارتها مينسك، من خلال منح التأشيرات للقادمين من دول الشرق الأوسط ونقلهم إليها جواً ودفعهم عبر الحدود.
أزمة إنسانية على الحدود
لكن لوكاشينكو قال إن الاتحاد الأوروبي هو الذي أثار عمداً أزمة إنسانية تحتاج حلاً. وفي أول ظهور علني له على الحدود منذ بداية الأزمة، التقى لوكاشينكو مهاجرين في مستودع تحوَّل إلى مأوى، وأخبرهم بأنهم أحرار في التوجه غرباً أو العودة إلى ديارهم.
قالت فتاة عراقية للوكاشينكو إنها لا تستطيع العودة إلى ديارها، وتأمل مواصلة طريقها إلى أوروبا. وأجابها قائلاً: "لن نأمل فقط. سنعمل معاً لتحقيق حلمك". وقال لوكاشينكو إنه لن يتم إرغام أحد على العودة.
وسط تصفيق مئات المهاجرين، وجَّه لوكاشينكو حديثه إليهم قائلاً: "إذا كنت تريد الذهاب غرباً فلن نحتجزك ونخنقك ونضربك. الأمر متروك لك. انطلِق..انطلِق". وتابع: "لن نحتجزك بأي حال من الأحوال، ونقيّد يديك ونحملك على متن طائرات لنرسلك إلى وطنك إذا كنت لا تريد ذلك".
هجوم غير تقليدي
تقول بولندا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، إن الأزمة جزء من "هجوم غير تقليدي بمختلف الوسائل"، تشنه مينسك انتقاماً من التكتل الذي فرض عليها عقوبات رداً على سحق لوكاشينكو الاحتجاجات ضد إعادة انتخابه في اقتراع مثير للجدل، العام الماضي، كما تهدف الأزمة إلى زعزعة استقرار التكتل.
وافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة رداً على أزمة الحدود، يقول دبلوماسيون في بروكسل، إنه ينبغي التصديق عليها وتبنِّيها في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2021.
نشرت لاتفيا وليتوانيا وبولندا، التي تتحمل وطأة الأزمة، الآلاف من حرس الحدود والجنود وأفراد الشرطة؛ لإغلاق الحدود والتصدي للمهاجرين الذين يحاولون العبور من روسيا البيضاء.
قالت ليتوانيا، الجمعة، إنها قد تغلق معابرها الحدودية إذا حاول مزيد من المهاجرين العبور من روسيا البيضاء في شاحنات.
إعادة لاجئين إلى بلادهم
بدأت روسيا البيضاء في إعادة بعض المهاجرين إلى بلادهم، لكنها قالت إنها تنتظر رداً من الاتحاد الأوروبي بشأن طلبها ضرورة قبول ألمانيا 2000 مهاجر عالقين على الحدود، وهو ما رفضه الاتحاد الأوروبي ونفت ألمانيا موافقتها عليه.
أعادت طائرتان، يوم الجمعة، مئات العراقيين من روسيا البيضاء إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل. وأفادت وكالة أنباء تاس بأنه من المتوقع تسيير رحلتين أخريين يومي الجمعة والسبت.
تسببت هذه الأزمة في تصاعد حدة التوتر بين روسيا والاتحاد الأوروبي، اللذين تراجعت علاقاتهما إلى أدنى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
كما دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، روسيا البيضاء في أحدث مواجهة لها مع الاتحاد الأوروبي. وكان بوتين ساعد لوكاشينكو في التغلب على الاحتجاجات الحاشدة بالشوارع بعد انتخابات عام 2020.