أثارت واقعة غريبة في مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول التركية جدلاً بين رواده والسلطات على حد سواء، بعدما عُثر على مخطوطات وكتابات باللغة العبرية داخل أحد الجدران.
الواقعة جاءت بعدما اكتشف رواد المسجد سقوط حجر من حائط رخامي في ساحة المسجد الداخلية، وعند محاولة إعادته إلى مكانه؛ اكتشف المصلون وجود تجويف في الحائط الرخامي وبداخله مغلف به عدد من المخطوطات الورقية والصور المتنوعة.
وعلى الفور استدعت إدارة المسجد السلطات الأمنية التي باشرت التحقيق في الواقعة واكتشفت وجود تجويف في أحد حوائط المسجد الرخامية بعد إزالة حجر بعرض 30 سم وطول 10 سم منه؛ الذي عثر بداخله على مخطوطات تضم صوراً متنوعة وكتابات بلغة أجنبية.
وعند قيام الشرطة بفحص المحتويات تبين أنها تحتوي على 5 قطع مختلفة من المخطوطات والصور والأوراق المكتوبة باللغة العبرية، فيما طالب مكتب المدعي العام، الذي بدأ التحقيق في الواقعة وزارة الثقافة والسياحة بفحص المحتويات لمعرفة ما إذا كانت القطع أثرية، مع تكليف السلطات الأمنية بتحديد المسؤول عن إخفائها في جدران آيا صوفيا.
فتح مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً حول الواقعة من أجل معرفة سبب وصول هذه المخطوطات إلى هذا المكان تحديداً.
تاريخ آيا صوفيا
يعد آيا صوفيا رمز فتح إسطنبول على اليد العثمانيين، فقد أقام به السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة بعد فتح المدينة عام 1453.
وظل آيا صوفيا كنيسة لمدة 916 عاماً حتى فتح المدينة عام 1453. وبقي جامع آيا صوفيا مفتوحاً للعبادة منذ الفتح حتى عام 1934، عندما صدر قرار بتحويله إلى مُتحف، وظل كذلك لمدة 86 عاماً.
وطوال تلك المدة رفعت جمعية خدمة الآثار التاريخية والبيئة العديد من الدعاوى القضائية أمام مجلس الدولة من أجل إلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 بتحويل "آيا صوفيا" إلى متحف.
وفي 10 يوليو/تموز 2020، ألغى مجلس الدولة التركي (أعلى محكمة إدارية في البلاد) بالإجماع، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، بتحويل "آيا صوفيا" من جامع إلى متحف.
وفي اليوم نفسه أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسوماً رئاسياً بفتح "آيا صوفيا" مجدداً للعبادة، ونشره عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشرت الجريدة الرسمية قرار الرئيس التركي بفتح آيا صوفيا للعبادة وإسناد الإشراف عليه إلى رئاسة الشؤون الدينية.
وأعلن أردوغان أن الدخول إلى مسجد آيا صوفيا الكبير سيكون مجانياً، وأنه سيُفتح للعبادة بدءاً من صلاة الجمعة يوم 24 يوليو/تموز 2020.
وأعلن رئيس الشؤون الدينية التركي البروفيسور على أرباش تعيين 3 أئمة و5 مؤذنين لمسجد آيا صوفيا الكبير، وتم إصدار عملات معدنية تذكارية تحمل على أحد وجهيها صورة "آيا صوفيا" تخليداً للذكرى.