تخطط السعودية لتوسيع ميناء محلي صغير وتحويله إلى مركز تجاري وصناعي ضخم بالقرب من قناة السويس في إطار مشروع مدينة "نيوم" العملاق، ويقول المسؤولون السعوديون إنه سيصبح نداً لأكبر الموانئ النظيرة له في الشرق الأوسط.
وكالة Bloomberg الأمريكية قالت الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن المخطط الجديد هو أحدث إعلانات مشروع "نيوم" اللافتة للأنظار، ويأتي في وقت لا يزال فيه تقدم المشروع على الأرض مقتصراً على أعمال الحفر. وتبرز أهميته إذا استدعينا أن نحو 12% من التجارة العالمية تتدفق عبر قناة السويس.
أُعلن عن مشروع نيوم السعودي في عام 2017، والمدينة هي جوهرة التاج في برنامج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإصلاح اقتصاد البلاد.
بينما يعتبر ميناء جبل علي في دبي أكبر ميناء بحري في الشرق الأوسط واختير الأفضل لمدة 24 عاماً متتالياً، ويلعب دوراً مهماً في اقتصاد دولة الإمارات كبوابة لأكثر من 80 خدمة شحن أسبوعية، كما يربط أكثر من 150 منفذًا حول العالم.
مشروع من مشاريع مدينة نيوم
في مقابلة مع فيشال وانشو، الرئيس التنفيذي لشركة "أوكساجون"، قال إن الميناء سيخدم مدينة "أوكساجون" Oxagon الصناعية التي أعلن مشروع نيوم عن مخطط إنشائها الأسبوع الماضي.
كما أشار إلى أن خطة السعودية تتضمن توسيع الميناء القائم بالقرب من مدينة ضبا السعودية المطلة على البحر الأحمر لاستيعاب 3.5 إلى 4 ملايين طن من الحاويات القياسية المكافئة لسعة 20 قدماً، بحلول عام 2030.
أضاف وانشو أن غاية المشروع هي خدمة المستأجرين التجاريين في نيوم، وأيضاً في منطقة الخليج الأوسع نطاقاً والأردن والعراق. وأضاف أن الطاقة الاستيعابية للميناء قد تصل إلى 9 ملايين حاوية قياسية بحسب النمو الذي تشهده مدينة أوكساجون الصناعية.
من الجدير بالذكر أن ميناء جبل علي في دبي، وهو الميناء الأكبر في المنطقة، تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من 19 مليون حاوية قياسية.
قال وانشو، المدير التنفيذي السابق لشركة "جنرال إلكتريك" GE الذي انضم إلى مشروع نيوم هذا العام: "نضطلع بتطوير نظام حديث للموانئ وسلاسل التوريد ولدينا ميزة حقيقية لأننا نبدأ في نطاق جديد غير مطروق من قبل".
تحديات يواجهها مشروع السعودية
تلفت الخطط الجديدة لمدينة أكساجون الصناعية، التي يقول المسؤولون إنها ستشمل في النهاية هيكلاً عائماً "يطفو" على سطح البحر، إلى حجم الطموحات والتحديات التي يواجهها المشروع.
أوضح وانشو أن المنطقة التي تبلغ مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً يُتوقع أن تستوعب 80 ألفاً إلى 90 ألف ساكن، ونحو 40 إلى 50 شركة بحلول عام 2030. ولم يُفصح عن قدر الإنفاق المخطط على المشروع الذي يجمع استثمارات حكومية وخاصة.
مع ذلك، أشار وانشو إلى أن المرحلة الأولى من البناء، الممتدة حتى عام 2025، تركِّز على الجزء الذي سيقام على البر، حيث لا تزال المنطقة العائمة في "مراحل تصميمها الأولى".
ذكرَ وانشو أن مشروع نيوم يدرس ربطَ ميناء أوكساجون بشمال شرق السعودية ونطاقها الأوسع أولاً عن طريق النقل البري، ثم عبر السكك الحديدية. وقال إن العمليات التشغيلية التي تتحملها الطاقة الاستيعابية للميناء ستبدأ في منتصف 2022 ويُفترض أن تستمر في التوسع بعد ذلك.
من جهة أخرى، ينافس المشروع مدينةَ جدة المطلة على البحر الأحمر من جهة الحجم. وبين جدة وأوكساجون، تعمل المملكة أيضاً على توسيع منشأة تسمى ميناء الملك عبد الله، والتي تخطط للوصول إلى طاقة استيعابية تبلغ 25 مليون حاوية قياسية.