كشفت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن مبعوث الأمين العام إلى ليبيا "يان كوبيش" قدّم استقالته بصورة مفاجئة إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، وذلك بعد أقل من عام على توليه المنصب وقبل شهر واحد فقط من الانتخابات المزمعة في البلاد.
فيما أوضحت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن نفسها، أنه كان من المتوقع رحيل "يان كوبيش" عن منصبه في ظل إصراره على عدم انتقاله إلى طرابلس للعمل من العاصمة الليبية واكتفائه بمباشرة مهام منصبه من عدة عواصم أوروبية.
بينما لم يصدر أي تأكيد رسمي فوري من قبل مكتب الأمين العام المتواجد حالياً في زيارة رسمية إلى كولومبيا، كما لم يصدر تعقيب فوري من "يان كوبيش".
كان السلوفاكي "يان كوبيش" قد تقلد منصبه كمبعوث أممي إلى ليبيا مطلع فبراير/شباط 2021، خلفاً للبلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي أعلن نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي اعتذاره لأسباب "عائلية".
يشار إلى أن "كوبيش" عمل سابقاً كوزير خارجية لدولة سلوفاكيا، وعمل منسقاً خاصاً للأمم المتحدة للبنان، ومبعوثاً خاصاً للمنظمة الدولية إلى أفغانستان والعراق.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السايح، أن عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية وصل إلى 98 مرشحاً، فيما أُغلق باب الترشح للانتخابات مساء الإثنين.
من المقرر إجراء جولة أولى من الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول، وأُرجئت الانتخابات البرلمانية إلى يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط. لكن لم يتم الاتفاق على قواعد الانتخابات حتى الآن.
يقترب موعد الانتخابات في ظل خلافات مستمرة حول قانوني الانتخاب بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر؛ بما يهدد إجراء الانتخابات.
كان المشاركون في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا قد هددوا، في بيانهم الختامي، الذي صدر الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بفرض عقوبات على الأفراد الذين "سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوّض الانتخابات المقررة في ليبيا"، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.
فيما يأمل الليبيون أن تسهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر لسنوات، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.