يقوم وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، يومي الأربعاء والخميس 24-25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بزيارة هي الأولى لمسؤول عسكري من الكيان العبري للمغرب.
وجرى تقديم الزيارة للوزير الإسرائيلي باعتبارها زيارة "رسمية"، من المتوقع أن يتم فيها توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية بين المغرب وإسرائيل.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب في خضم احتدام الخلاف المغربي الجزائري، وارتفاع العمليات العسكرية المغربية تجاه تحركات جبهة البوليساريو، التي تدعو إلى فصل الصحراء عن المغرب.
أيضاً تأتي هذه الزيارة تزامناً مع سعي المغرب لبسط نفوذه على كامل حدوده مع الجزائر، وطرد مسلحي البوليساريو من "المنطقة العازلة".
تعاون عسكري
علم "عربي بوست" من مصادر خاصة، أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ستشمل إضافة إلى الجانب السياسي، توقيع اتفاقيات عسكرية بخصوص التكنولوجيا والصناعة، وشراء أسلحة.
وسجلت المصادر، أن الرباط ستوقع اتفاقاً لشراء نظام دفاع جوي مضاد للطائرات دون طيار والصواريخ الصغيرة الحجم، وهذا النظام الذي تريده الرباط لا علاقة له بنظام القبة الحديدية، الذي جرى ترويجه على نطاق واسع.
المصادر أكدت أن المغرب سيقتني نظاماً يدعى "برق 8″، وهو حصيلة تعاون وتطوير بين الهند وإسرائيل.
وعن أسباب تفضيل الرباط نظام "برق 8" على "القبة الحديدية"، سجلت أن هناك ثلاثة عوامل أساسية تحكمت في القرار المغربي، أولها أن نظام برق يعمل ضد الطائرات من دون طيار، والصواريخ الصغيرة الحجم والقصيرة المدى، والرباط تريد تجنب أي مفاجآت من قبل البوليساريو في هذا الباب.
العامل الثاني، أن "القبة الحديدية" لم تحقق نجاحات كبيرة أثناء إخضاعها للعمل، خاصةً نقاط ضعفها التي أظهرتها الحروب مع غزة.
أما العامل الثالث فيتجسد في عدم تناسب القيمة المالية مع القدرات، وهذا ما دفع الرباط إلى التخلي عن القبة الحديدية.
وكانت الصحف المغربية قد أعلنت خلال الأسابيع الماضية، أن الرباط ستقتني "القبة الحديدية"، لكن حساباً على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يسمى "القوات المسلحة الملكية المغربية" (حساب غير رسمي يعنى بنشر أخبار الجيش المغربي، تكون في أغلبها دقيقة) قد أعلن أن المغرب غير معني بشراء نظام القبة الحديدية.
وكنظام تعزيز لهذه المنظومة يسعى المغرب لاقتناء نظام Skylock Dome، هذا النظام متخصص في تقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار.
ووفق ما نشره موقع Globes المتخصص في الصفقات الاقتصادية، فإن المغرب تفاهم الشهر الجاري، مع إسرائيل في معرض الإمارات للأسلحة، على شراء نظام Skylock Dome الذي يعمل بالكشف عن الطائرات بدون طيار غير المصرح بها والتحقق منها وإبطال مفعولها.
"درون" مغربية
أيضاً، تسعى الرباط إلى الحصول على تقنية صناعة طائرات من دون طيار، والتي بحسب المصادر، حرص المغرب على امتلاك تقنية تصنيعها ليستفيد من مميزاتها، من بينها سهولة حمل منصاتها، ودقة إصابتها، وقدرتها التدميرية العالية، مقارنة بثمنها.
وأفادت مصادر "عربي بوست" بأن الرباط تسعى للتعاون من أجل تصنيعها، والاستفادة منها، خاصةً أن هذه الطائرات أظهرت قدراتها في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في السنة الماضية.
وتابعت المصادر نفسها أن المغرب مهتم بالتصنيع المحلي لثلاثة أنواع من الدرون الانتحاري، وفي مقدمتها "هاروب" الذي يعمل ضد الأهداف ذات القيمة العالية، وقد استخدمته أذربيجان ضد منصات صواريخ S300 الروسية، وأثبت دقة وكفاءة.
النوع الثاني بحسب المصادر، "سكاي ستراكير"، رخيص التكلفة ويعمل دون صوت تقريباً
، ويوصف بالقاتل الصامت، فيما النوع الثالث هو "ميني هاربي"، أصغر من البقية ويمتاز بكونه يملك قدرات كشف أشعة الرادارات، مع انعدام الصوت.
التوجه المغربي نحو صناعة العتاد حديث نسبياً، إذ ظهر مع "الأمر اليومي" الذي أصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس، للجيش، في 14 مايو/ أيار 2019، بمناسبة الذكرى الـ63 لتأسيسه، والذي أكد فيه أن القوات المسلحة الملكية ستهتم ببرامج البحث العلمي والتقني والهندسي والعمل على تعزيزها وتطويرها في جميع الميادين العسكرية والأمنية، على المستويين الإفريقي والدولي.
لينطلق بعدها مسار انتهى في شهر يوليو/تموز الماضي، بإقرار قانون في البرلمان ينشئ صناعة السلاح في البلاد، وذلك قبل أيام من عقد المغرب اتفاقاً للتعاون العسكري مدته عشر سنوات، مع الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء زيارة مارك إسبر للرباط.
وفي الشهر ذاته أعلنت المديرية الوطنية الإسرائيلية للفضاء الإلكتروني، أن رئيسها التنفيذي، ييغال أونا، وقّع اتفاقية تعاون مع السلطات المغربية تهدف إلى مساعدة الشركات الإسرائيلية على بيع المعرفة والتكنولوجيا.
قاعدة عسكرية في الشمال
مساعي الرباط لتعزيز قدراتها العسكرية رفعت المخاوف في الصحافة الإسبانية، التي تحدثت عن عزم المغرب وإسرائيل على إنشاء قاعدة عسكرية في أقصى شمالي المغرب.
وقالت صحيفة "إسبانيول"، نقلاً عن مصادرها الاستخباراتية، إن التعاون الإسرائيلي المغربي يشمل "بناء قاعدة عسكرية" بمدينة الناظور شمال البلاد.
مدينة الناظور تقع قرب مدينة مليلية، التابعة للحكم الذاتي بإسبانيا، لكن الرباط ورغم عدم تطرقها إلى الموضوع بشكل علني، فإنها تصفها هي ومدينة سبتة بـ"المدن المحتلة".
وتوضح "إسبانيول" أن القاعدة العسكرية قد تبنى في منطقة أفسو، وهي جماعة قروية تابعة لقبيلة آيت بويحيي الريفية الأمازيغية بإقليم الناظور شمال المغرب.
وتضيف الصحيفة نقلاً عن مصادرها، أن مشروع القاعدة العسكرية يفوق بكثيرٍ أهداف اتفاقيات أبراهام التي وقّعها المغرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وسجلت أن التعاون بين المغرب وإسرائيل يتجاوز قضايا الأمن والدفاع ويشمل أيضاً اتفاقاً استخباراتياً.
هذا الموضوع يعيد إلى الأذهان، ما تفجر عبر فضيحة "بيغاسوس" التي وُجهت بعدها اتهامات للرباط وإسرائيل بكونهما تعاونتا من أجل التجسس على صحفيين ومعارضين مغاربة.