خرجت إلى العلن الخلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والحكومة الإسرائيلية، بشأن المحادثات النووية مع إيران، وذلك خلال حديث مسؤولين من واشنطن وتل أبيب، خلال مؤتمر دولي عُقد في البحرين، الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
موقع Axio الأمريكي قال الأحد، إن الجانبين حاولا في الأشهر الأخيرة حل خلافاتهما حول المحادثات النووية سراً وتجنب حدوث صدام علني، "لكن هذا أصبح أصعب"، إذ من المقرر استئناف المحادثات مع إيران في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في فيينا.
أشار الموقع إلى أن الجلسة الختامية لحوار المنامة السنوي، حضرها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، وكبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.
حاول حولاتا، وماكغورك الظهور بأنهما في جبهة موحدة، لكن الجانبين طرحا مواقف متباينة، أمام عشرات المسؤولين والخبراء من دول الخليج والدول الغربية.
المسؤول الإسرائيلي تحدث عن الحاجة إلى منع إيران من تحقيق "اختراق نووي"، بينما تحدث نظيره الأمريكي عن التزام إدارة بايدن بمنع إيران "من الحصول على سلاح نووي".
اختلف حولاتا وماكغورك أيضاً حول الحاجة إلى وجود تهديد عسكري موثوق به، لردع إيران عن المضي قدماً في برنامجها النووي.
حولاتا وهو جنرال سابق في الموساد تحدث صراحةً عن أنَّ إيران أوقفت جهودها للحصول على سلاح نووي، فقط عندما وقف العالم بحسم ضدها. وقال إنَّ "إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد إيران إذا احتاجت لذلك ونحن نستعد لذلك".
في المقابل، قال ماكغورك إنَّ الولايات المتحدة تركز على محادثات فيينا وتريد نجاح المساعي الدبلوماسية، وأشار إلى أنَّ إدارة بايدن لن تنظر في خيارات أخرى إلا في حالة فشل الدبلوماسية، مضيفاً أنَّ العمل العسكري قد يضر بالبرنامج النووي الإيراني، لكنه لن يغير سلوكها.
كذلك شدد مستشار بايدن على أنَّ قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، سمح لإيران بإحراز تقدم كبير في برنامجها النووي.
أضاف أنَّ حملة الضغط القصوى للرئيس السابق ضد إيران قد باءت بالفشل، وتابع: "لسنا متوهمين بأنهم سيغيرون توجههم فجأة، أو أنَّ النظام سينهار تحت وطأة العقوبات".
رداً على ذلك، قال حولاتا إن "إيران لن تقدم تنازلات فقط لأننا نطلب منها ذلك بلطف. هي لا تعمل بهذه الطريقة. أياً كان من يقُل فإنَّ الضغط لن يجدي، فعليه النظر في كيف دفع الضغط من الإدارات الجمهورية والديمقراطية إيران إلى تغيير سياستها".
وسط هذا الخلاف الأمريكي الإسرائيلي، من المنتظر خلال محادثات فيينا المقبلة، أن يعرض فريق التفاوض الإيراني الجديد موقفه من مسودة الاتفاقية التي تم التوصل إليها في يونيو/حزيران 2021 قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
بحسب الموقع الأمريكي، فإن أحد الجوانب التي تتفق عليها كل من إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية، هي استبعاد حدوث أي شيء مفاجئ خلال هذه الجولة من المحادثات. وتكمن الأسئلة الرئيسة في: "إلى أي مدى يمكن أن تصبح الأمور سيئة؟" و"ماذا ستفعل الولايات المتحدة بعد ذلك؟".
تأتي هذه المحادثات في وقت تقول فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إنَّ إيران سرَّعت إنتاج اليورانيوم المُخصَّب؛ لدرجة أنها ربما تمتلك مخزوناً يكفي لصنع سلاح نووي في غضون أشهر، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
يأمل الدبلوماسيون المتفائلون باستئناف الاتفاق النووي أن يكون النشاط النووي الإيراني لمجرد بناء موقف تفاوضي، ومع ذلك قارن الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً، إبراهيم رئيسي، تسريع البرنامج بفرض مطالب أكبر من أي وقت مضى، على الولايات المتحدة، على الرغم من خطر انهيار المحادثات.