كشفت بيانات صادرة عن الوكالات الفيدرالية الأمريكية وجامعة "جونز هوبكنز" أن أعداد وفيات كورونا الجديدة بأمريكا في عام 2021 قد تجاوزت نظيرتها في عام 2020، ما يدل على استمرار خطر الفيروس.
وتشير بيانات جونز هوبكنز إلى أن العدد الإجمالي للوفيات المسجَّل ارتباطها بفيروس كورونا تجاوز 770.800 ألف شخص السبت 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مما يجعل إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس هذا العام أكثر من ضعف عدد الوفيات البالغ 385.343 ألفاً، الذي نجم عنه العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأمريكية (CDC)، ونشرتها صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
من جانبهم، أشار خبراء الأمراض المعدية إلى أن انتشار سلالة دلتا شديدة العدوى وانخفاض معدلات التطعيم في بعض المجتمعات كانا من أبرز أسباب هذا الارتفاع في عدد الوفيات.
وقد برهن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس والوفيات على جسامة تهديده حتى في بعض الأماكن التي شهدت أعلى نسبة تلقيح للسكان، والتي يواجه كثير منها تفشي الفيروس مرة أخرى الآن، في وقت يستعد فيه العالم للتعايش مع الفيروس والتسليم لفكرة أن السيطرة عليه تحتاج إلى مدى زمني طويل.
على النحو نفسه، فرضت مناطق عديدة في أوروبا، منها مدن في النمسا وألمانيا وهولندا، قيوداً جديدة في الأيام الأخيرة بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وتزايد الضغوط المفروضة على المستشفيات.
أرقام 2021 تفاجأ الأطباء
من جهة أخرى، فاجأ عدد الوفيات بالفيروس في الولايات المتحدة لعام 2021 العديد من الأطباء؛ فقد توقعوا أن تؤدي التطعيمات والتزام الإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي وتقييد الفعاليات العامة إلى الحد من انتشار العدوى وتقليل أعداد الحالات الخطيرة.
ومع ذلك يقول علماء الأوبئة إن معدلات التطعيم كانت أقل من المتوقع، في حين تزايد السأم من الإجراءات الاحترازية مثل الأقنعة والتخلي عنها، وهو ما سمح بانتشار سلالة دلتا شديدة العدوى، بين غير الملقحين بالدرجة الأولى.
في هذا السياق، يقول الدكتور أبرار كاران، طبيب الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد الأمريكية: "مع بداية هذا العام، كنا نعرف ما الذي يتعين علينا القيام به، لكننا فشلنا في إتمام المهمة".
حيث لفت الدكتور كاران إلى أن أحد الأسباب في زيادة أعداد الإصابات هو تقاعس مسؤولي الصحة العامة عن التوضيح للناس أن الغرض من اللقاحات هو الحماية من التدهور الحاد لحالة المصابين الفيروس، وليس القضاء على انتشار الفيروس قضاءً تاماً كما توهم كثير من الناس، وهو ما أدى ببعضهم إلى الشك في فعاليتها.
وقال كاران أيضاً إن السلطات عجزت عن الاعتماد على الاختبارات بكفاءة تتيح لها العمل بفاعلية على منع انتشار الفيروس انتشاراً واسعاً في مناطق معينة.
نتائج متضاربة
مع ذلك، يشير بعض المراقبين إلى أن المقارنة بين سنتي الوباء منقوصة؛ لأن الولايات المتحدة لم تسجل الوفيات الأولى المرتبطة بفيروس كورونا حتى فبراير/شباط 2020، في حين أن التسجيل كان على أشده في شتاء 2021، حتى إن بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تشير إلى أن أسبوعاً واحداً من شهر يناير/كانون الثاني 2021 شهد تسجيل الولايات المتحدة رقماً قياسياً في عدد الوفيات بما يقرب من 26 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا.
كما توضح بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن حداثة المرض في بداية عام 2020 وندرة الاختبارات كانت تجعل التحقق من نسبة بعض الوفيات إلى الفيروس أمراً عسيراً. وقد أظهر فحص أجرته صحيفة The Wall Street Journal لبيانات مراكز مكافحة الأمراض أن نسبة تصل إلى 54% من نحو 875 ألف حالة وفاة زائدة تنسبها الوكالة إلى الوباء كان معظمها في واقع الأمر العام الماضي.
ولفت روبرت أندرسون، رئيس قسم إحصاءات الوفيات في المركز الوطني للإحصاءات الوطنية، إلى أن هذه الزيادة تشير أيضاً إلى الأضرار الجانبية الناجمة عن الجائحة، من ارتفاع معدلات الوفيات لأسباب مختلفة، مثل الوفاة بجرعات المخدرات الزائدة وتسمم العقاقير وغيرها من المشكلات الطبية الطارئة، لا سيما مع تجنب الأشخاص المستشفيات.