جبهة البوليساريو تقرر تصعيد صراعها مع المغرب.. إبراهيم غالي يكشف نمط تحركاتهم في الفترة المقبلة

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/19 الساعة 21:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/19 الساعة 21:30 بتوقيت غرينتش
زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي - رويترز

قال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الجمعة 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الجبهة الصحراوية قررت "تصعيد الكفاح المسلح" ضد المغرب؛ لفرض سيطرتها على كافة أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها، على حد قوله. 

جاء ذلك في كلمة ألقاها غالي خلال افتتاح الدورة الخامسة للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، صرح فيها بأن "الشعب الصحراوي حسم أمره واتخذ قراره بتصعيد حربه التحريرية العادلة بكل السبل المشروعة"، وفق ما نقله تقرير نشرته وكالة فرانس برس، الجمعة.

اتفاق وقف إطلاق النار

أعلنت الجبهة، إنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991، رداً على عملية عسكرية مغربية لإبعاد مجموعة من عناصر البوليساريو أغلقوا الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا المجاورة الذي تعتبره الجبهة غير قانوني بموجب الاتفاق. وأعلنت البوليساريو حينها "حالة الحرب".

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2021، دعا مجلس الأمن الدولي "طرفَي" النزاع في الصحراء الغربية إلى استئناف المفاوضات "بلا شروط مسبقة وبحسن نية".

تصنف الأمم المتحدة الصحراء الغربية بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في غياب تسوية نهائية.

تقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من أراضي الإقليم، منحه حكماً ذاتياً تحت سيادتها. وتطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير أقر عند إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.

خلاف بين المغرب والبوليساريو 

يشكل وضع المنطقة الصحراوية الخلاف الرئيسي بين المغرب والجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.

أعلنت الجزائر أواخر أغسطس/آب 2021، قطع علاقاتها مع الرباط، متهمةً المملكة بارتكاب "أعمال عدائية" ضدها. وأعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار الذي وصفه بأنه "غير مبرر".

زاد التوتر في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أعلنت الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن قصف حمّلت المغربَ مسؤوليته، تسبب في مقتل ثلاثة سائقي شاحنات جزائريين في الصحراء الغربية، أكدت أنهم كانوا في رحلة تجارية بين موريتانيا والجزائر، ووصفت الحادثة بـ"الاغتيال الجبان".

تماشياً مع أزمة الصحراء فقد سبق أن وجَّه العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، خطاباً إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء.

الملك محمد السادس قال في خطابه، إن المغرب لا يتفاوض على مغربية الصحراء، بل يتفاوض على وضع حل لهذا النزاع المفتعل، وشدد على أن سيادة المملكة على الصحراء موضوع لا نقاش فيه، وأن مغربية الصحراء لم تكن يوماً ولن تكون أبداً مطروحة فوق طاولة المفاوضات.

أردف الملك بالقول: "لقد سجلنا خلال الأشهر الأخيرة، تطورات هادئة وملموسة، في الدفاع عن صحرائنا".

"مغربية الصحراء حقيقة ثابتة"

تابع: "إن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع".

صرح بأن المغرب يحتفل اليوم، بكامل الاعتزاز، بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء في سياق مطبوع بالعديد من المكاسب والتحديات، مؤكداً أن الدينامية الإيجابية التي تعرفها القضية لا يمكن توقيفها.

أشاد العاهل المغربي بالقوات المسلحة الملكية التي قامت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني  2020، بتأمين حرية تنقُّل الأشخاص والبضائع بمعبر الكركرات، بين المغرب وموريتانيا، مبيناً أن هذا العمل السلمي الحازم وضع حداً للاستفزازات والاعتداءات، التي سبق أن أثار المغرب انتباه المجتمع الدولي إلى خطورتها على أمن واستقرار المنطقة.

أوضح أن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه نتيجة طبيعية للدعم المتواصل للإدارات الأمريكية السابقة ودورها البنّاء من أجل تسوية هذه القضية.

حل نهائي للأزمة 

ذكر أن هذا التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية نحو حل نهائي مبني على مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية.

كما وجَّه العاهل المغربي رسالة إلى من وصفهم بـ"أصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة"، حيث قال إن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية، وهي كلمات تأتي في ظل اشتعال أزمة سياسية بين بلاده وبين الجزائر.

في ختام كلمته، شدد الملك على أن "قضية الصحراء هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة وهي قضية كل المغاربة، ما يقتضي من الجميع مواصلة التعبئة واليقظة، للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية، وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية".

تحميل المزيد