وجَّهت الولايات المتّحدة وحلفاؤها من دول الخليج الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع في الرياض تحذيراً مشتركاً إلى إيران.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي اتهمت طهران بـ"التسبّب بأزمة نووية" وزعزعة استقرار الشرق الأوسط بصواريخها البالستية وطائراتها المسيّرة.
دعوة أمريكية خليجية لإيران
إذ قالت الولايات المتّحدة ودول الخليج في البيان المشترك الذي أصدرته مجموعة العمل التابعة للطرفين حول إيران إنّ "جميع المشاركين حضّوا الحكومة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية" المتمثّلة بالمفاوضات المقرّر استئنافها في فيينا قريباً والرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، "للحؤول دون اندلاع نزاع وأزمة".
في بيانهم المشترك أعرب ممثّلو الولايات المتّحدة والسعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت عن أسفهم لأنّ "إيران خطت خطوات لا تلبّي أيّ احتياجات مدنية لكنّها قد تكون مهمّة لبرنامج أسلحة نووية".
بينما من المقرّر أن تستأنف في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في فيينا المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق الذي أبرمته في 2015 طهران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.
انتقاد سياسات إيران "العدوانية"
كما شجب البيان الأمريكي المشترك مع دول الخليج "السياسات العدوانية والخطيرة" التي تمارسها طهران، بما في ذلك "النشر والاستخدام المباشر للصواريخ البالستية المتطوّرة" وللطائرات المسيّرة.
حذّر البيان أيضاً من أنّ "دعم إيران لميليشيات مسلّحة في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية يشكّلان تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار".
إذ غالباً ما يُنظر إلى بعض دول الخليج، مثل قطر وعُمان، على أنّها قنوات تستخدمها الولايات المتّحدة للتواصل مع إيران.
كذلك فإنّ السعودية التي تُعتبر أحد أبرز خصوم إيران في المنطقة بدأت مؤخراً، برعاية العراق، حواراً سرّياً ولكنه ملحوظ مع جارتها.
في اجتماع الرياض "أبلغت" دول الخليج الولايات المتّحدة "بالجهود التي تبذلها لبناء قنوات دبلوماسية فاعلة مع إيران" ترمي إلى تهدئة التوتّرات، بدعم من قوة الردع العسكري الأمريكية.
كما ذكّر المشاركون في اجتماع الرياض في بيانهم المشترك الجمهورية الإسلامية بفوائد تحسين العلاقات مع جيرانها العرب وبتلك التي ستتأتّى من رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها إذا ما نجحت مفاوضات فيينا.
لكنّ البيان المشترك حذّر من أنّ "هذه الجهود الدبلوماسية ستفشل إذا ما استمرّت إيران في التسبّب بأزمة نووية".
أزمة العودة للاتفاق النووي
أتاح اتفاق فيينا رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أنّ مفاعيل الاتفاق باتت في حكم الملغاة منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.
ردّاً على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجياً عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكّد طهران أن خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأمريكي.
بينما قامت إيران اعتباراً من مطلع العام الحالي، بتقييد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفعت مستويات تخصيب اليورانيوم، بداية إلى 20%، ولاحقاً إلى 60%.