كشف وزير شؤون الرئاسة الإسباني فيليكس بولانيوس، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن حكومة بلاده ساعدت الناشط الكوبي يونيور جارسيا على الفرار من بلاده والسفر إلى إسبانيا، وبرر ذلك بـ"ضمان ألا يواجه هذا الشخص صعوبات في كوبا".
يعد جارسيا، الكاتب المسرحي والناشط، أحد المنظمين الرئيسيين للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كان من المتوقع أن تنطلق الإثنين الماضي، لكن السلطات الكوبية منعت الاحتجاجات، بحجة أن المنظمين "لهم صلات وثيقة بالحكومة الأمريكية".
في حديثه إلى الإذاعة الإسبانية "أوندا سيرو"، قال وزير شؤون الرئاسة الإسباني إن "بلاده سهَّلت سفر جارسيا بطريقة رسمية (بالوثائق)"، إلا أنه تجنب الحديث أكثر عن العملية.
من جهته، قال جارسيا في مقابلة على يوتيوب مع صانع الأفلام "إيان بادرون"، الأربعاء، إن نحو 200 شرطي حاصروا، الأحد الماضي، منزل أصهاره، حيث كان يقيم، وقطعوا خدمة الإنترنت، مثلما فعلوا مع معارضين بارزين آخرين، كما تم اعتقال بعض النشطاء.
كما أردف: "لم أكن مستعداً لأن يكون الأمر بهذه الصعوبة، لقد غيَّر هذا الأمر حياتي، عندما تعتقد حقاً أن بإمكانهم حجر منزلك أو سحلك أنت وأفراد أسرتك إلى أسفل الدرج، عندما تواجه أشياء لا يمكنني مقارنتها إلا بالفاشية، حينها تبدأ في الشعور بالغضب".
وأضاف أنَّ "عزل النشطاء، والوجود المكثف للشرطة في الشوارع أديا إلى سحق الاحتجاجات بنجاح".
جارسيا أشار إلى أنه "قرر مغادرة كوبا بمفرده، حيث كان قد طلب في السابق تأشيرة سياحية إلى إسبانيا"، معتقداً أنه سيتم القبض عليه.
وأوضح: "عندما رأيت أنهم لم يعتقلوني، كنت أعلم أن هذا جزء من استراتيجيتهم لخلق الشكوك وكسر الثقة داخل المجتمع، كانوا سيُبقونني في المنزل، ويقطعون عني الإنترنت ويُسكتونني، والطريقة الوحيدة لتفادي إسكاتي كانت الهروب".
الناشط الكوبي أكد كذلك أنه "لن يتخلى عن النضال، ولن يتقدم بطلب للحصول على اللجوء في إسبانيا"، مشدداً بالقول: "أنا بحاجة لإنجاز مهمتي وهي جلب الحرية، والعودة إلى بلدي".
يُذكر أنه في يوليو/تموز 2021، اندلعت سلسلة من الاحتجاجات في الدولة الشيوعية، ونزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع؛ للمطالبة بالحرية وانتقاد استجابة الحكومة لوباء فيروس كورونا.