أعلنت بولندا أنها ستبدأ في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، تشييد جدار تعتزم إنجازه في النصف الأول من عام 2022 على طول حدودها مع روسيا البيضاء حيث تتجمع حالياً أعداد من المهاجرين، يتهم الاتحاد الأوروبي مينسك بتعمد نقلهم إلى الحدود.
وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي قال في بيان الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني، إن "المشروع الذي سننفذه استثمار استراتيجي له أولوية مطلقة من أجل أمن الدولة ومواطنيها"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بينما أكّد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، أنه يريد تجنّب أن تتحولّ أزمة المهاجرين على الحدود مع بولندا إلى "مواجهة".
إذ قال في اجتماع حكومي بحسب ما نقلت وكالة "بيلتا" الرسمية: "لا يمكننا أن ندع هذه المشكلة تؤدي إلى مواجهة ساخنة"، مضيفاً: "إن الأمر الرئيسي الآن هو حماية بلدنا وشعبنا وعدم السماح بالاشتباكات".
يأتي ذلك بينما وافق الاتحاد الأوروبي، الإثنين، على تشديد العقوبات على روسيا البيضاء التي نددت بالاتهامات الغربية لها بأنها تقود أزمة مهاجرين جعلت الآلاف عالقين في غابات على حدودها مع الاتحاد الأوروبي، ووصفت هذه الاتهامات "بالعبثية"، حسب وكالة رويترز.
عقوبات أوروبية على روسيا البيضاء
يسعى التكتل الغربي لوقف ما تقول إنها سياسة تنتهجها روسيا البيضاء لدفع المهاجرين نحوها رداً على عقوبات سابقة بسبب حملة على احتجاجات العام الماضي على إعادة انتخاب الزعيم المخضرم ألكسندر لوكاشينكو.
بدأ المهاجرون، ومعظمهم من العراق وأفغانستان، في الظهور على الحدود البرية لروسيا البيضاء مع الاتحاد الأوروبي هذا العام في محاولة للعبور إلى الدول الأعضاء ليتوانيا ولاتفيا وبولندا عبر طرق لم تستخدم من قبل.
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "هذا النظام اللاإنساني المتمثل في استخدام اللاجئين أدوات لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي… تفاقم خلال الأيام الماضية"، وتعهد باستهداف المتورطين فيما سماه "الاتجار بالبشر".
كما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على حزمة خامسة من العقوبات التي سيتم إقرارها في الأيام المقبلة. وأضاف أنهم سيستهدفون شركات طيران ووكالات سفر وأفراداً متورطين في "هذا الاستغلال غير القانوني للمهاجرين".
فيما قالت لاتفيا إنها نشرت ثلاثة آلاف جندي في مناورة عسكرية لم يعلن عنها من قبل قرب الحدود. وتشكل ليتوانيا وبولندا الجناح الشرقي من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أكبر تحالف عسكري غربي.
مواجهات بين اللاجئين وشرطة بولندا
بينما حاول المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل داخل حدود روسيا البيضاء، وهم في حالة يأس متزايدة، إقامة أسيجة مؤقتة في عدة أماكن خلال الأيام الماضية.
تعرضت بولندا، التي سجلت 5100 محاولة لعبور الحدود حتى الآن في نوفمبر/تشرين الثاني، لانتقادات بسبب معاملتها لأولئك الذين نجحوا في العبور.
قالت الشرطة البولندية على تويتر إن عدة مئات من الأشخاص، بعضهم رشق الحجارة، حاولوا مجددا الإثنين عبور الحدود بالقرب من قرية ستارزينا في بولندا، لكنهم أجبروا على العودة.
كما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ولوكاشينكو ناقشا المساعدات الإنسانية للاجئين والمهاجرين عبر الهاتف.
هذه المحادثات هي أول اتصال معروف بين رئيس روسيا البيضاء وزعيم غربي منذ أن أثارت الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء العام الماضي احتجاجات حاشدة من قبل المتظاهرين الذين اتهموا لوكاشينكو بتزوير الانتخابات، وهي تهمة ينفيها.
مهاجرون أغلبهم من الشرق الأوسط
كشف تحقيق أجرته رويترز أن وكالات السفر في الشرق الأوسط التي تعمل مع مشغلين في روسيا البيضاء قدمت تأشيرات سياحية لآلاف الأشخاص خلال الأشهر الماضية.
قالت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إنها تدرس ما إذا كان يتعين فرض عقوبات على شركات طيران أخرى بعد أن منع الاتحاد شركة بيلافيا المملوكة لروسيا البيضاء من السفر في أجوائها وعبر مطاراتها. وقال وزير الخارجية الألماني إن الخطوط الجوية التركية بعيدة عن هذا الأمر.
كما قالت أيرلندا إن عقود تأجير الطائرات التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع شركة بيلافيا ستنتهي أيضاً. ووصفت وزارة الخارجية في روسيا البيضاء الاتهامات بأن مينسك هي التي دبرت أزمة المهاجرين بأنها "عبثية".
قال لوكاشينكو إن روسيا البيضاء تحاول إقناع المهاجرين بالعودة إلى ديارهم، لكن لا أحد منهم يريد العودة. وأضاف أن مينسك سترد على أي عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي.
بينما دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقوى حليف للوكاشينكو، إلى الضغط على مينسك لوقف المخاطرة بحياة الناس. وقال الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا: "من الواضح أن ما يريده نظام لوكاشينكو وحلفاؤه هو اختبار وحدة العالم الغربي".