أعلنت بيلاروسيا الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها تعمل على ترحيل آلاف المهاجرين العالقين عند الحدود مع بولندا نحو بلدانهم، ولا ترغب بأن تتطور الأزمة إلى "نزاع" مع الاتحاد الأوروبي الذي هدد بفرض عقوبات على مينسك، التي يتهمها بتنظيم تدفق لاجئين وذلك بهدف الضغط على أوروبا.
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، والذي سبق أن وصف قادة الاتحاد الأوروبي بـ"الحمقى"، قال في مؤتمر صحفي الإثنين إن بلاده تعمل على إعادة آلاف المهاجرين العالقين عند الحدود مع بولندا، علماً بأن معظمهم من دول الشرق الأوسط.
وكالة "بيلتا" الرسمية نقلت عن لوكاشينكو قوله: "العمل جار بشكل نشط في هذه المنطقة لإقناع الناس. أرجوكم عودوا إلى دياركم. لكن أحداً لا يرغب بالعودة".
إلا أن لوكاشينكو لوّح في المقابل بإمكانية إرسال المهاجرين على متن شركة الطيران البيلاروسية "بيلافيا" إلى ألمانيا في حال ما لم توفر بولندا "ممراً إنسانياً".
وقال في هذا الصدد: "سنرسلهم إلى ميونيخ على متن طائراتنا إذا لزم الأمر". مضيفاً أن بلاده لا ترغب بأن تتصاعد أزمة المهاجرين إلى "نزاع"، مؤكداً على أن ذلك سيكون "أمراً ضاراً للغاية بالنسبة إلينا".
تشديد العقوبات
من جهته، سيشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على بيلاروسيا التي يتهمها بتنظيم تدفق لاجئين إلى الحدود البولندية للضغط على أوروبا، حسبما أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الاثنين، قبل اجتماع في بروكسل.
حيث صرح ماس، لدى وصوله لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بأن الرئيس البيلاروسي ألكسندر "لوكاشينكو يطالب برفع جميع العقوبات. سنرد اليوم: سنزيد من تشديد العقوبات".
وأشار بشكل خاص إلى "مزيد من التشدد" بحق المتورطين في تهريب المهاجرين، معتبراً أيضاً أنه "لا مفر من العقوبات الاقتصادية المشددة". مضيفاً "سنواصل نهج التشديد هذا لأنه لا يوجد بديل معقول".
بدوره، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي التقى الأحد وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، في أول اتصال رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي ومينسك منذ بداية هذه الأزمة: "في ما يتعلق بتدفق اللاجئين، عادت الأمور تحت السيطرة".
وأضاف بوريل: "سنقر اليوم حزمة جديدة من العقوبات ضد البيلاروسيين المسؤولين عما يحدث. وسنوسع نطاق هذه العقوبات لتشمل أشخاصاً آخرين وشركات طيران ومكاتب سفر وجميع المتورطين في نقل المهاجرين غير القانونيين إلى حدودنا".
ويحاول مئات المهاجرين العبور من بيلاروسيا إلى بولندا منذ أشهر، لكن التوتر ازداد الأسبوع الماضي بعدما صدّ حرس الحدود في بولندا محاولة منسقة للقيام بذلك.
وتتهم الحكومات الغربية نظام لوكاشينكو باستدراج المهاجرين إلى بلاده وإرسالهم للعبور إلى الاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات الأوروبية، المفروضة على خلفية حملة أمنية استهدفت المعارضة غداة انتخابات العام الماضي الرئاسية وقرار لوكاشينكو تحويل مسار رحلة لشركة "راين اير" إلى مينسك لاعتقال ناشط كان على متنها.
وكانت شركة "بيلافيا" أعلنت الأحد قرارها بمنع المسافرين السوريين والعراقيين واليمنيين والأفغان من الصعود على متن رحلاتها القادمة من الإمارات بطلب من الأخيرة.
جاءت الخطوة بعدما حظرت "بيلافيا" الجمعة السوريين والعراقيين واليمنيين من الصعود على متن الرحلات القادمة من تركيا بطلب من أنقرة.