أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مقتل 80 من عناصر جماعة الحوثي في مناطق مختلفة باليمن خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما اتهمت الجماعة التحالف بإعدام 10 من أسراها.
إذ قال التحالف، في بيان، إنه نفذ 22 عملية استهداف لآليات وعناصر للحوثيين في مناطق صرواح بمحافظة مأرب (شرق) والجوف ( شمال) والبيضاء (وسط) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأدت الغارات إلى مقتل 80 "عنصراً إرهابياً"، وتدمير 19 آلية عسكرية.
بينما لم يصدر على الفور تعقيب من الحوثيين بشأن بيان التحالف، لكن لجنة شؤون الأسرى التابعة للجماعة، قالت في بيان عبر "تويتر"، الأحد، إن "مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي (تقصد التحالف) أعدمت 10 من أسرى الجماعة رمياً بالرصاص في الساحل الغربي (جنوبي الحديدة)".
دعوات لتدخل دولي
فيما دعت اللجنة "المبعوث الأممي إلى اليمن (هانس غروندبرغ)، والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، إلى إدانة هذه الجريمة والتحرك الجاد لملاحقة مرتكبيها ومحاكمتهم، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية جميع الأسرى وحفظ حقوقهم".
لكن التحالف لم يعقِّب على الفور على هذا الاتهام، وسبق أن نفذت الحكومة الشرعية والحوثيون صفقات لتبادل الأسرى، بجهود محلية وأممية، إذ قدم الجانبان في مشاورات برعاية أممية في السويد عام 2018 قوائم تضم ما يزيد عن 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف.
في وقت سابق من يوم الأحد، قال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن (منظمة غير حكومية)، في تقرير، إنه "وثَّق مقتل 20 مدنياً في (محافظة) تعز (جنوب غرب)، بينهم امرأتان و6 أطفال، وإصابة 15 آخرين خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
كما أوضح مركز المعلومات أن "ذلك تم في استهدافات مباشرة وقذائف الحوثيين المدفعية والألغام والعبوات الناسفة".
إلا أنه لم يتسن الحصول على تعليق فوري من جماعة الحوثي حول هذا الأمر.
في هذا السياق، تتهم منظمات حقوقية وإنسانية الحوثيين بفرض حصار على مركز محافظة تعز (يخضع لسيطرة الحكومة) منذ اندلاع النزاع في 2015، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان، ومتضرري الحرب، وهو ما تنفيه الجماعة.
حرب مأساوية
يشار إلى أنه منذ فبراير/شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.