وقَّع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تشريعاً يمنع شركات اتصالات وتكنولوجيا صينية من بينها "هواوي" من الحصول على تراخيص لمعدات جديدة إن كانت تمثل "تهديداً أمنياً"، في تضييق جديد على الشركات الصينية بدأه الرئيس السابق دونالد ترامب.
بحسب وسائل إعلام أمريكية، يمنع التشريع شركات مثل "هواوي تكنولوجيز" و"زد.تي.إي" الصينيتين والتي يمكن أن تمثل تهديداً أمنياً، من تلقي تراخيص معدات جديدة من الهيئات التنظيمية الأمريكية.
ويُعد التشريع أحدث مسعى من قبل الحكومة الأمريكية لكبح جماح شركات الاتصالات والتكنولوجيا الصينية.
ويلزم القانون الجديد لجنة الاتصالات الاتحادية بعدم فحص أو الموافقة على أي طلب ترخيص للمعدات التي تشكل "خطراً غير مقبول" على الأمن القومي.
ويأتي التوقيع قبل أيام من عقد بايدن والزعيم الصيني شي جين بينغ قمة عبر الإنترنت، حيث ذكرت وسائل إعلام أمريكية، الخميس، أن الاجتماع متوقع يوم الإثنين، وسط توتر بشأن التجارة وحقوق الإنسان والأنشطة العسكرية.
وكان مجلس الشيوخ وافق في 28 أكتوبر/تشرين الأول، بالإجماع على قانون المعدات الآمنة بعد أن أقره مجلس النواب في وقت سابق من الشهر نفسه.
عقوبات أمريكية
كانت صحيفة Financial Times البريطانية قد قالت أغسطس/آب الماضي إن عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي" مُنِيَت بأكبر انخفاض لها على الإطلاق في الإيرادات، في النصف الأول من هذا العام، بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات أثرت في مبيعات هواتفها الذكية حول العالم.
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقوبات على "هواوي"، بعد أن قالت إنها تشتبه في أنها تقوم بالتجسس لحساب بكين، وهو ما تنفيه المجموعة.
إذ أُدرجت "هواوي" على لائحة سوداء لمنعها من الحصول على التقنيات الأمريكية الأساسية لهواتفها، ومنذ سبتمبر/أيلول 2020، لم تعد الشركة قادرة على تزويد أجهزتها المتطورة بشرائح "كيري" الجديدة مثلاً، ولا تملك القدرة على تصنيعها داخلياً.
الصحيفة البريطانية نقلت عن رئيس "هواوي" إريك شو قوله إنَّ الصمود أمام الضغط الأمريكي كان الأولوية القصوى للشركة، في ظل مساعيها "للتحول إلى البرمجيات" لتعزيز مرونتها من خلال التنويع.
أضاف شو في بيان: "لقد حددنا أهدافنا الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة، وهدفنا هو البقاء، وفعل ذلك على نحوٍ مستدام".
منذ أضافت واشنطن شركة "هواوي" لأول مرة إلى قائمتها السوداء للكيانات التجارية في عام 2019، شدَّدت الخناق عليها تدريجياً لمخاوف تقول إنها تتعلق بالأمن القومي.
بموجب العقوبات، يجب على الموردين الذين يستخدمون أية تقنية أمريكية لصنع مكونات لشركة "هواوي" أن يحصلوا أولاً على موافقة واشنطن، الأمر الذي أدى في الواقع إلى توقف إمداد العديد من الأجزاء الرئيسية.
خسائر قياسية
سجَّلت الشركة الصينية للتكنولوجيا إيرادات بلغت 320.4 مليار رنمينبي (49.5 مليار دولار) في النصف الأول من 2021، بانخفاض 29.4% عن نفس الفترة من العام الماضي.
كما انخفضت عائدات ذراع الإلكترونيات الاستهلاكية لدى الشركة بنحو 47%، أو أكثر من 120 مليار رنمينبي، مقارنة بالعام الماضي، حين منع انقطاع الوصول إلى الرقائق الإلكترونية الأمريكية المهمة الشركة من بيع هواتفها.
فيما قال متحدث باسم شركة هواوي: "لقد تأثرنا بالتأكيد بنقص الرقائق"، مضيفاً أنَّ بيع العلامة التجارية للهواتف الذكية "هونور" التابعة للشركة ساهم أيضاً في تراجع قسم الإلكترونيات الاستهلاكية.
إضافة إلى ذلك، انخفض نشاط "هواوي" الرئيسي المتمثل في بيع معدات البنية التحتية لشركات الاتصالات، بنسبة 14.2%، وصولاً إلى 136.9 مليار رنمينبي (21.1 مليار دولار).