وافقت وكالة الأدوية الأوروبية، الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على علاجين لفيروس كورونا بالأجسام المضادة، في أول موافقة تصدرها على هذا النوع من العلاجات، وذلك بعد أيام من إعلان شركات أدوية أوروبية وأمريكية توصلها لعلاجات كورونا.
إذ أعطت الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي (مقرها أمستردام) الضوء الأخضر لعلاج طوَّرته شركة "روش" السويسرية العملاقة للأدوية بالاشتراك مع شركة "ريجينيرون" الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، وآخر طورته "سيلتريون" الكورية الجنوبية.
اعتماد أول عقارين لعلاج كورونا
الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي قالت في بيان إن "رونابريف (السويسري – الأمريكي) وريغكيرونا (الكوري الجنوبي) هما أول دواءين من فئة العلاجات أحادية النسيلة يحصلان على موافقتنا للاستخدام كعلاج ضد فيروس كورونا".
من جهتها، قالت مفوضة الصحة في الاتحاد الأوروبي، ستيلا كيرياكيدس، إن الموافقة على العقارين "خطوة مهمة" ضد الفيروس، في ظل اعتماد التكتل حالياً على أربعة لقاحات.
أضافت في بيان: "اليوم نتخذ خطوة مهمة إلى الأمام نحو هدفنا المتمثل في السماح بما يصل إلى 5 علاجات جديدة في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام"، حسبما نقل موقع "يورونيوز" الأوروبي.
الأجسام المضادة الأحادية النسيلة المنتجة في المختبر عبارة عن بروتينات على شكل Y ترتبط بالانتفاخات التي تنتشر على سطح الفيروس، ما يمنع العامل الممرض من غزو الخلايا البشرية. وتعمل اللقاحات على تدريب أجهزة المناعة على إنتاج مثل هذه الأجسام المضادة أيضاً.
فايزر وميرك تنتظران الموافقة
قُدمت طلبات الموافقة على العقارين، في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقالت وكالة الأدوية الأوربية حينها إنها قد تبدي رأيها في غضون شهرين.
بينما لم يشِر قرار وكالة الأدوية الأوروبية إلى العلاج الذي طورته شركة (ميرك) الأمريكية واعتمدت بريطانيا استخدامه كعقار ضد فيروس كورونا، الخميس الماضي.
كما لم يشِر القرار أيضاً إلى عقار (باكسلوفيد) الذي أعلنت عنه شركة فايزر الأمريكية، الجمعة الماضي.
فيما قالت فايزر إن التجارب السريرية على عقارها لعلاج كورونا "نجحت بنسبة 89% في خفض خطر نقل المرضى إلى المستشفيات أو وفاة العديد من البالغين المصابين بفيروس كورونا والأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض الشديد".
أشارت إلى أنها تعتزم تقديم هذه النتائج "في أقرب وقت ممكن" إلى إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية للحصول على إذن لاستخدام الدواء بشكل طارئ.
موجة جديدة من كورونا تجتاح أوروبا
موافقة وكالة الدواء الأوروبية على العقارين الجديدين لعلاج كورونا تأتي في ظل موجة جديدة من فيروس كورونا بدأت تجتاح الكثير من البلدان الأوروبية.
إذ قال وزير الصحة الألماني ينس سبان، الجمعة الماضي، إن البلاد دخلت فترة صعبة للغاية فيما يتعلق بالوضع الوبائي لكوفيد-19 مع تزايد أعداد المرضى في العناية المركزة.
أضاف أنه اتفق مع وزراء الصحة في الأقاليم على ضرورة منح جرعة تنشيطية من لقاحات كورونا بعد ستة أشهر من تلقي الجرعة السابقة. وقال سبان إن البلاد اضطرت بالفعل إلى نقل المرضى من مناطق تزدحم فيها المستشفيات، وحث المواطنين على التطعيم ومراعاة قواعد السلامة.
بينما قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن الحكومة قررت إعادة فرض إجراءات منها استخدام الكمامات للحد من ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد-19 في الآونة الأخيرة.
أضاف روته أنه اعتباراً من السادس من نوفمبر/تشرين الثاني سيتم التوسع في استخدام "جواز كورونا" الذي يدل على حصول الشخص على لقاح مضاد لكوفيد-19 أو اختبار حديث للكشف عن الفيروس نتيجته سلبية، ليشمل الأماكن العامة والمتاحف وصالات الألعاب الرياضية وغيرها.
تشهد حالات الإصابة بكورونا في هولندا ارتفاعاً منذ شهر بعد إلغاء معظم إجراءات التباعد الاجتماعي في أواخر سبتمبر/أيلول ووصلت الحالات إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو/تموز خلال الأسبوع المنصرم.
فيما أجبر ذلك الكثير من المستشفيات على تقليص حجم الرعاية المعتادة مرة أخرى لإفساح المجال أمام استقبال حالات كوفيد-19 العاجلة.