تناقش عدد من دول قارة أمريكا اللاتينية آلية للتخلص من الطائرات الرئاسية الخاصة برؤسائها تم اقتناؤها في فترات الحكم الاستبدادي، فيما تعهد المسؤولون الجدد ينتمي أغلبهم لأفكار يسارية، بتنفيذ حملات تقشف لإنقاذ البلاد المتدهورة اقتصادياً.
رئيس بيرو، بيدرو كاستيلو، قال إنه سيمنع جميع المسؤولين الحكوميين من السفر الجوي على متن رحلات الدرجة الأولى، وإنه سيعرض الطائرة الرئاسية للبيع ضمن حملة التقشف التي أعلنها، بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
قال كاستيلو، وهو مدرس سابق في مدرسة ابتدائية لم يكن لديه خبرة سياسية وفاز في الانتخابات الرئاسية على غير توقع في يونيو/حزيران 2021، إن "حكومة الشعب يسافر فيها المسؤولون مثل أي مواطن آخر في البلاد".
جاء هذا الإعلان للرئيس اليساري، الذي كان شعار حملته "لا مزيد من الفقراء في بلد غني"، في فعاليةٍ بمناسبة مرور أول 100 يوم له في منصب الرئاسة.
يُرجع بعضهم هذه الخطوة إلى أن كاستيلو يشعر بالحرج من أن تطأ قدمه طائرة البوينغ الرئاسية من طراز 737 التي تعود إلى التسعينيات وقد اشتراها أحد أسلافه الأشد إثارة للجدل، اليميني ألبرتو فوجيموري، البالغ من العمر الآن 82 عاماً، وهو مدان بتهم بالاختلاس ويقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً لإصداره أوامر بالقتل خارج نطاق القضاء.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها أحد رؤساء بيرو بيع الطائرة الرئاسية، التي تتسع لاستقبال 70 شخصاً على متنها براحة تامة، وتديرها القوات الجوية.
ففي عامي 2007 و2008، حاول الرئيس آلان غارسيا بيعها مرتين بالمزاد، لكن دون جدوى، فقد كان السعر المطلوب 18.5 مليون دولار يعتبر سعراً باهظاً لها في ذلك الوقت.
المكسيك والأرجنتين
على النحو نفسه، تعهد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ببيع طائرة الرئاسة الفخمة لبلاده من طراز بوينغ 787 عندما تولى السلطة في عام 2018، لكنه لم يجد مشترياً لها بعد.
ويُعتقد أن الحكومة تسعى للحصول على نحو 120 مليون دولار ثمناً للطائرة، التي تشمل جناحاً رئاسياً كاملاً وحماماً خاصاً فخماً.
بحسب ما يُقال، فإن المشترين المحتملين يستغْلُون تكلفة تحويلها إلى طائرة تجارية، وينظر إليها على أنها أضخم من أن تكون طائرة للاستخدام الخاص.
أما في الأرجنتين، فلطالما ناقشت الحكومات المتعاقبة ما ينبغي فعله بالطائرة الرئاسية من طراز 757 التي اشتراها الزعيم الشعبوي كارلوس مينين ضمن أسطول من الطائرات والمروحيات التي حازها في التسعينيات وأطلق عليها اسم "تانغو وان".
كانت الطائرة هدفاً للدائنين خلال إحدى أزمات الديون التي مرت بها البلاد في عام 2013، لكن توقف الاهتمام بها لعدة سنوات.