قال مسؤول فرنسي، الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الرئيس إيمانويل ماكرون أبدى أسفه للجدل وسوء الفهم الناجمين عن التعليقات التي أدلى بها عن الجزائر، في إشارة إلى أن باريس ربما تسعى لتهدئة العلاقات مع مستعمرتها السابقة.
وتوترت العلاقات بين باريس والجزائر بشدة في الأسابيع الماضية بعد أن تساءل ماكرون عما إذا كانت هناك دولة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي وقال إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار على أساس "كراهية فرنسا".
مسؤول رئاسي فرنسي، قال للصحفيين قبل مؤتمر بشأن ليبيا يوم الجمعة، دُعي لحضوره تبون، إن الجزائر طرف رئيسي في المنطقة وإن ماكرون يريده أن يحضر.
بينما سعى المسؤول للتعبير عن أسف ماكرون بعد التعليقات التي أدلى بها لمجموعة من الشبان الذين كانوا يبحثون الخلافات التاريخية بين البلدين.
كما صرح المتحدث نفسه: "الرئيس يأسف للخلافات وسوء الفهم الذي نجم عن التصريحات المذكورة، وسأضيف أن الرئيس ماكرون يحترم كثيراً الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر".
قبل أن يضيف أن الرئيس "مهتم بشدة بتنمية بلدينا ثنائياً لصالح الشعبين الجزائري والفرنسي، وأيضاً لمواجهة التحدي الكبير في المنطقة بدءاً من ليبيا".
تصريحات ماكرون دفعت الجزائر إلى إغلاق مجالها الجوي أمام الجيش الفرنسي الذي يقاتل في مالي المجاورة، وإلى استدعاء سفيرها.
فيما قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم السبت إنه لن يتخذ الخطوة الأولى لتخفيف التوتر. وأضاف لمجلة دير شبيغل الألمانية أن ماكرون "فتح صراعاً قديماً بطريقة سخيفة تماماً".
كما شوهت صدمة حرب الاستقلال، التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962، العلاقات بين البلدين، واستقلت خلالها الجزائر عن فرنسا. وقُتل مئات الألوف من الجزائريين ولجأ الجانبان خلالها إلى ممارسات التعذيب.
يذكر أن ماكرون يضغط من أجل المزيد من الشفافية فيما يتعلق بماضي فرنسا مع الجزائر وكلف المؤرخ بنيامين ستورا بإصدار تقرير عن ذلك. ودعا التقرير إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الحرب، لكن الرئيس الفرنسي استبعد إصدار أي اعتذار رسمي.