الصين تشهد أسوأ موجة برد منذ 13 عاماً.. ومخاوف متزايدة من نقص الغذاء والطاقة في البلاد

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/09 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/09 الساعة 21:54 بتوقيت غرينتش
فياضانات مدمرة عانت منها الصين /رويترز

قالت صحيفة Washington Post الأمريكية، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن موجة البرد المفاجئة والمبكرة التي تشهدها الصين تزيد المخاوف المتصاعدة من نقص إمدادات الغذاء والطاقة، الأمر الذي من شأنه أن يُقلل من قيمة "رسائل النصر التي تُصاغ حول القيادة الرشيدة للرئيس شي جين بينغ على هامش اجتماع رئيسي للقيادات العليا للحزب الشيوعي الحاكم في بكين".

فخلال عطلة نهاية الأسبوع غطى نحو 20 سنتيمتراً من الثلوج الكثيفة أغلب مناطق شمال شرق الصين، مُغلقاً المطارات والمدارس، وذلك على النقيض من الشتاء الجاف المعهود لهذه المنطقة.

أما في هيلونغجيانغ، المحافظة التي تحد سيبيريا فتحذر السلطات من تساقط أمطار متجمدة وثلوج وعواصف ثلجية يوم الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الصين مقاطع فيديو لكلاب تلعب في الثلج، وتماثيل ثلجية معقدة النحت، وأشخاص يتزلجون في طرقات المدينة، بالإضافة لمشاهد لثلج يتساقط على رؤوس المشاة، ومتجر خضراوات انهار تحت وطأة الجليد.

عواصف ثلجية شتوية

كانت إدارة الأرصاد الجوية الصينية، قد أصدرت، الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أول إنذار من هبوب عواصف ثلجية شتوية، والذي جاء باللون البرتقالي وهو ثاني أعلى مستوى، بينما أثارت التحذيرات من موجات البرد على مستوى البلاد المخاوف من تعطل حركة المرور وتفشي الإنفلونزا وسط زيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19.

بهذا الإطار استقبلت العاصمة بكين أول تساقط للثلوج في فصل الشتاء قبل 23 يوماً من موعده المعتاد سنوياً، بينما انخفضت درجات الحرارة مساء الأحد، إلى أدنى مستوياتها في عشر سنوات.

فيما أدت موجة البرد، التي اجتاحت العديد من المناطق، بدءاً من بكين ووصولاً إلى شنغهاي وقوانغتشو، إلى انخفاض درجات الحرارة بما يصل إلى أكثر من 14 درجة مئوية.

تأتي موجة البرد، التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالإنفلونزا، في الوقت الذي سجلت فيه أكثر من 20 مدينة في شمال الصين إصابات بكوفيد-19 الذي تفشى منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول على نحو متقطع في تشونغتشينغ وسيتشوان ويونان بجنوب غرب البلاد.

موجة برد مماثلة عام 2008

بالنسبة للكثيرين في الصين، فقد ذكرتهم درجات الحرارة المنخفضة بموجة برد مماثلة في عام 2008 دُمر فيها الجنوب المعتدل عادةً بسبب تساقط الثلوج بكثافة، مما أدى إلى تجمد خطوط الكهرباء، ووجه ضربة قوية لصناعة الصيد المحلية، وأثار احتجاجات في محطات القطارات من قبل المسافرين الذين تقطعت بهم السبل.

من جهتها، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية CCTV، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إنه في حين أن موجة الطقس المتجمد هذه ناتجة عن نفس الظاهرة المناخية التي سببت موجة 2008، والمعروفة باسم ظاهرة النينيا، وهي انخفاض درجات حرارة سطح المحيط الهادئ عن المعتاد، فمن غير المرجح أن تصل هذا العام إلى تلك المستويات.

مع ذلك فإن السلطات لن تُغامر في عامٍ تسببت فيه الفيضانات والظواهر الجوية المتطرفة الأخرى في مقتل مئات الأشخاص، وغرقت البلاد بالعواصف الرملية، بصورة توضح آثار تغير المناخ.

على إثر تلك التطورات، أغلقت الدولة بالفعل أكثر من 190 قسماً من الطرق الوطنية السريعة المتجمدة عبر تسع مقاطعات في شمال الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وألغت ثلاث مقاطعات على الأقل الدراسة. كذلك شغّلت مدينة بكين التدفئة المركزية قبل تسعة أيام من الموعد المعتاد.

اجتماع كوادر الحزب الشيوعي الصيني

هذه الاضطرابات تأتي في الوقت الذي يترأس فيه "شي" اجتماعاً رفيع المستوى لكوادر الحزب الشيوعي الصيني، والذي من المتوقع أن يصدر قراراً بشأن الذكرى المئوية لتاريخ الحزب، مما يعزز احتمالات فوز شي بولاية ثالثة متوقعة في العام المقبل، ويعزز مكانته كأقوى زعيم صيني منذ عقود.

لكن في الفترة التي سبقت الاجتماع، الذي اُفتتح، الإثنين، ويُختتم يوم الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني، قُوضت حملة دعائية حول القيادة "شي" للبلاد بسبب الاضطرابات التي لحقت بالاقتصاد الصيني، الذي تعافى بسرعة بعد الإغلاق الذي فرضه تفشي فيروس كورونا العام الماضي.

مما زاد الطين بلة ارتفاع أسعار الخضراوات، الأمر الذي أرجعته الحكومة إلى كوارث طبيعية وفيضانات في الفترة الأخيرة، أو ارتفاع في أسعار الأسمدة، بالإضافة إلى المخاوف العامة من نقص الإمدادات والتفشي المستمر لفيروس كورونا.

في هذا الصدد، أكد أحد المتاجر في شينزين أن مبيعاته زادت عشرة أضعاف في يومين، متجاوزة ما وصلت إليه في أبريل/نيسان 2020، في ذروة تفشي فيروس كورونا في الصين.

حالة ذعر عالمية

يشار إلى أن الدعوة التي وجهتها السلطات في الصين لمواطنيها بتخزين احتياجاتهم اليومية، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تسببت في إفراغ أرفف السوبر ماركت والتدافع من أجل الحصول على أكياس الأرز بعد أن فُسِّر على نطاق واسع على أنه علامة على نقص الغذاء الوشيك.

أيضاً أدت تلك الدعوة إلى انتشار حالة من الذعر على المستوى العالمي، خاصة أن العالم لم يتمكن بعد من تجاوز محنة الوباء الذي انطلق من الصين.

إلا أن صحيفة People's Daily، الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي، سرعان ما أخبرت الجمهور بأنه لا داعي للذعر، معلنة أن النصيحة إجراء احترازي في حال حدوث المزيد من الظروف الجوية القاسية أو اضطرار السلطات للإغلاق بسبب فيروس كورونا الذي يمكن أن يحبس الناس في المنزل.

كما أن البيانات الرسمية حول كل قضية تحتوي على رسائل متوازنة لتخفيف القلق، مع الإشارة إلى شتاء صعب يلوح في الأفق.

على سبيل المثال، قالت مؤسسة الشبكة الحكومية الصينية يوم الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني، إن إمدادات الطاقة عادت إلى طبيعتها، لكنها حذرت من الحاجة إلى استمرار حالة الطوارئ حتى الربيع لمواجهة "التحدي الكبير" المستمر المتمثل في تلبية الطلب على الكهرباء.

تحميل المزيد