كشف متحدثون رسميون، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن باكستان توصلت إلى اتفاق مع مسلحي حركة طالبان المحلية على وقف شامل لإطلاق النار لمدة شهر يمكن تمديده باتفاق الطرفين.
هذا الاتفاق يفسح المجال أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام أوسع؛ للمساعدة في إنهاء عنف مستمر منذ سنوات.
من جهته، قال وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشودري، في بيان، إن "حكومة باكستان وحركة طالبان باكستان المحظورة توصلتا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار"، مضيفاً أنه سيتم تمديد وقف إطلاق النار مع تقدُّم المفاوضات.
تشودري أوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون بموجب دستور باكستان، وسيضمن سيادة الدولة، مؤكداً أن السلطات في أفغانستان المجاورة سهَّلت المحادثات بين الطرفين.
"سلام دائم"
بدورها، أكدت حركة طالبان باكستان أنها "على استعداد لحوار يؤدي إلى سلام دائم في البلاد"، مؤكدةً أنَّ وقف إطلاق النار سيسري اعتباراً من يوم الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني ويستمر حتى 9 ديسمبر/كانون الأول، ويمكن تمديده باتفاق الطرفين.
كما أشارت الحركة إلى أنه جرى تشكيل لجان خاصة؛ من أجل محاولة وضع خريطة لعملية التفاوض.
فيما ذكرت مصادر أن الحركة كانت تطالب بالإفراج عن عدد من سجنائها كشرط لمفاوضات الوقف الشامل لإطلاق النار.
كانت هناك محاولات عديدة لم تُكلَّل بالنجاح، للتوصل إلى اتفاقات سلام في الماضي. وبدأت أحدث محادثات بعد انتصار حركة طالبان الأفغانية في أغسطس/آب الماضي، حيث اجتمع الجانبان عبر الحدود في أفغانستان بمساعدة قادة حركة طالبان الأفغانية.
يشار إلى أن حركة طالبان باكستان هي جماعة مستقلة عن طالبان الأفغانية، وقاتلت لسنوات؛ من أجل الإطاحة بالحكومة في إسلام آباد وحكم الدولة الواقعة في جنوب آسيا، والتي يقطنها 220 مليون نسمة، وفق تفسيرها الخاص للشريعة.
في حين قتلت حركة طالبان باكستان، التي اشتهرت في الغرب بمحاولة قتل التلميذة ملالا يوسفزاي التي فازت بجائزة نوبل؛ لعملها على تعزيز تعليم الفتيات، آلاف العسكريين والمدنيين على مر السنين في تفجيرات وهجمات انتحارية.
من بين هجماتها هجوم شنته في 2014 على مدرسة يديرها الجيش في بيشاور، قرب الحدود مع أفغانستان، قُتل فيه 149 شخصاً، بينهم 132 طفلاً.