قال ليكسي توبيتسين، وهو معارض روسي، كان قد ترشح مؤخراً في جبهة معارضة للكرملين في الانتخابات البرلمانية، إن زوجته تعرضت لما يشتبه في أنه تسمم فيما يعتقد أنها كانت محاولة تسميم لاستهدافه، وذلك في اتهامات جديدة للسلطات الروسية باستهداف معارضيها، وذلك حسب ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
كان توبيتسين وزوجته فيرا كوزاكوفا في طريق عودتهما إلى سيبيريا من مؤتمر لحقوق الإنسان في بولندا، عندما فوجئا بجسدها وقد أصبح مغطى بقرح حمراء تشبه الحروق، وكان الزوجان قد توقفا في مطار شيريميتييفو الدولي في موسكو، قبل انطلاق المرحلة الثانية من رحلتهما إلى مدينة إيركوتسك.
رفض نزول الطائرة في مدينة "سيئة السمعة"
يقول توبيتسين (52 سنة) إنه وزوجته لم يأكلا شيئاً ولكنهما شربا بعض الشاي في المطار، فأصيبت زوجته بنوع من الإعياء في غضون ساعة، "مع بعض الأحاسيس المؤلمة، مثل الحرق" في أجزاء مختلفة من جسدها.
اشترى الناشط بعض مضادات الهستامين التي تناولتها زوجته وقررا الالتحاق بطائرتهما، لكن خلال الرحلة "تفاقمت الأمور سوءاً، وعندما نزعنا جواربها، وجدنا بقع التهاب ضخمة على ساقيها، بحسب ما قاله لمحطة Dozhd التلفزيونية الروسية.
عرض طاقم الطائرة الهبوطَ اضطرارياً في مدينة أومسك، لكن توبيتسين رفض "بسبب سمعتها"، فمدينة أومسك هي المدينة التي نفى الأطباء فيها أن يكون أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الروسية، قد تسمم بعد أن أصيب بإعياء خطير خلال رحلة إلى موسكو العام الماضي، قبل أن يكشف أطباء في ألمانيا لاحقاً أنه تعرض لهجوم بغاز الأعصاب نوفيتشوك.
لدى وصوله إلى إيركوتسك، استُدعيت سيارة إسعاف وأخبر الأطباء تويبتسين أن جسد زوجته فيرا بدا وكأنه يقاوم مادة سامة.
فيما قال الناشط لمحطة Dozhd إن زوجته تستكمل تعافيها في المنزل لكن بعض القروح في ساقيها لا تزال تنزف.
استهداف المعارضين الروس
في مقابلة مع محطة Radio Free Europe، قال توبيتسين إنه يعتقد أنه كان المستهدف بالهجوم وليس زوجته، وإن لذلك علاقة بتحقيقه في صفقة مثيرة للجدل اشترى فيها مسؤولون حكوميون أسهماً في إحدى شركات النفط في منطقة إيركوتسك في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
كما أضاف أن زوجته قدمت عينات للفحص في عيادة خاصة في إيركوتسك ويُتوقع ظهور النتائج قريباً.
كان توبيتسين خسر في انتخابات مجلس النواب (الدوما) الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي. ويشير اشتباهه الفوري في احتمال تسمم زوجته إلى قدر التوتر لدى نشطاء المعارضة بعد هجوم العام الماضي على نافالني، الذي سُجن في روسيا بتهمة احتيال مشكوك فيها بعد عودته من العلاج في برلين.
يُذكر أن معارض الكرملين فلاديمير كارا مورزا عانى أيضاً حالات تسمم مشتبهاً فيها في عامي 2015 و2017، وكذلك الكاتب ديمتري بيكوف في عام 2019. وفي أثناء زيارتهما لبولندا، تقابل توبيتسين وزجته مع سيرغي بيسبالوف، المنسق السابق لمكتب حملة نافالني في إيركوتسك.
فر بيسبالوف إلى ليتوانيا العام الماضي بعد أن حُكم عليه بعامين ونصف من "محدودية الحرية" بسبب صراع خاضه مع ناشط من جماعة قومية روسية تدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبموجب الحكم، كان مجبراً على عدم مغادرة إيركوتسك دون إذن، أو مغادرة منزله بعد الساعة 11 مساء.
يُشار إلى أن توبيتسين كان قد حُكم عليه في أبريل/نيسان الماضي بالسجن 9 أيام لحثِّه الناس على حضور تجمع في منطقة إيركوتسك للمطالبة بالإفراج عن نافالني.